الخميس، 4 أغسطس 2016

27

فتح باب المنزل قبل ان يهم ايمن بادخال المفتاح فيه ...كان والده يودع احدهم الذى ظهر من خلفه وقد كان ذلك الشخص هو مالك ...سلم على الحاج عبد الرحمن بحرارة وقال بابتسامه صغيره ..
:- اخبرها يا حاج انى انتظر مكالمتها لاطمئن عليها .
اومأ الحاج عبد الرحمن وبادله نفس الابتسامه قائلا
:- ان شاء الله يا مالك
التفت مالك ليجد ايمن محدقا فيه بحذر ..
بنفس الابتسامه الدبلوماسية مد يده الى ايمن ...تبادل معه ايمن المكان ووقف قبالته على حافة الباب وامسك مقبضه بيده وقال بابتسامه صفراء
:- شرفتنا استاذ مالك
كانا يراقبانه من الداخل وما ان اغلق الباب حتى انهالت عليه امه موبخه له على جفاءه ومعاملته الغير طيبه لمالك
جلس واشار ناحية باب غرفتها وقال
:- الازالت نائمة
زمت ام ايمن شفتيها واومأت
قال الحاج عبد الرحمن
:- لم تجب والدتك ..لما تعامل مالك هكذا ؟!
لم يتفاجىء من سؤاله وان كان تكرار لسؤال والدته الذى هرب منه منذ قليل ..
ايمن :- سارة ليست فى حال جيدة ..واعتقد انه السبب فى تلك الحاله ..
قالت امه سريعا
:- بالتاكيد منذ طلب تحديد ميعاد الزفاف
نظر اليها ايمن متفحصا لما سمع ..ثم نظر لوالده باستنكار قائلا
ايمن :- ألم تطلب منه تأجيل الزواج حتى تجد اهلها او تعود اليها الذاكرة ..ووافق على ذلك
عبد الرحمن :- نعم ..لكنه فاتحنا فى الامر يوم تناولنا معه الغداء بالمطعم ..
قال ايمن وهو يتذكر
:- هو نفس اليوم الذى طلبت فيه منى الدواء فى الليل ..
ثم هتف قائلا
:- الم اقل لكم له يد فى سؤ حالتها هذه .
قالت :- الم تكن انت اولى بلهفتك هذه عليها
فغر فاهه ونظر الى امه التى ناداها عاجلا عبد الرحمن وزغر بعينه حتى تصمت وتبتلع كلماتها ..
فقضبت جبينها وقامت من مكانها واختفت اروقة البيت ..
قام من مجلسه هو ايضا ...يعاتب نفسه على اموره المكشوفه ومشاعره المفضوحه امام الجميع ..لكن ماعساه ان يفعل الان ...الامر بيدها هى .
فى اليوم التالى
انتهى من عمله واتصل بيمنى وحدثها بحذر
ايمن :-كيف حالك ..انت افضل اليوم ؟؟
يمنى :- بخير
ايمن :- هل لازلت غاضبة
يمنى :- افضل حالا
ايمن :- هل لغضبك علاقة بصديقتك وضيقها من مالك
يمنى باستغراب :- هل حكت لك
ايمن :- لا لم تحكى لى  ..فلم اراها من اول امس
يمنى وقد تذكرت حالها :- مسكينه
وحكت له كل ما حدث بداية من السيدة التى رأتها فى المطعم وطلب مالك ثم المكالمة واصرار مالك على طلبه

كانت سارة مرهقه من تلك الهزه ..صحيح انها لم تتذكر اى مما قالته السيدة ...لكن احساس ما بداخلها يؤكد لها كلام تلك المرأه وانها بالفعل من تحكى عنها ...فرت دموع من عينيها لما تذكرت كلام السيده عن الحادث الذى افضى بحياة والدها ..وعلمت كم ظنت فيه سؤا حين اعتقدت انه لم يبحث عنها ...كلما افاقت عصفت الاسئلة برأسها وآلمتها الما شديدا لا تقوى عليه الا بمهدأ تغيب على اثره فى نوم عميق لساعات طول ...
اخيرا استفاقت واخبرتها ام ايمن بزيارة مالك فى البارحه ورغبته فى الاطمئنان عليها حال استيقاظها وتحسنها ...
فهاتفته ام ايمن لتطمئنه عليها  ..فأستأذن الحاج عبد الرحمن فى الحضور. .فسمح له بعد ان تاكد من سارة انها فى حالة جيده تسمح بمقابلته ..

حضر ايمن باكرا من عملة بالصيدلية ...كان يعلم بزيارة مالك ...شيئا نازعه للحضور ...وكأن وجوده سمنع مالك من مضايقة سارة ..تلك الاولى التى يتزامن وجوده فيها فى البيت مع زيارة مالك ..حتى انه احيانا ان كان يوم اجازه يترك لهم البيت بأى حجة حتى لا يتقابل معه ...
تلك المرة بالذات حضر ...
فتح بنفسة الباب له وصافحه ببرود عند دخوله ..وجلس معه ووالده فى الصالون ...لم يتحدث ايمن لكنه كان على وضع التحفز الدائم ...مما اشعر مالك بالحرج ..والاكثر من ذلك شعوره بأيمن ...وعيناه الثاقبتان التى تنظران اليه بحنق ...
دخلت سارة مطرقة الرأس ..سلمت وجلست ...لم تتحدث حتى حين كان يسألها مالك عن حالها فكنت تتمت بالحمد لله بصوت منخفض ..
استأذن عبد الرحمن منهم وقام يترك لهم المجال ليتحدثوا ..لكن ايمن ظل فى مكانه يبدل نظراته الحارقه بينهم ..حتى ناداه والده ...فخرج على مضض ..وجلس فى الصاله على اقرب كرسى للغرفه ...يشاهد التلفاز ..وماكان يسمع او يرى ما يقدم به ..بل كان تركيزه فى الداخل معهما ...

حاول مالك تلطيف الاجواء التى تعمر صفوها اليومين الماضيين بعد عرضه لطلبه ...طلب منها ان تحكى الامر منذ رأت السيده ...وتناقش معها فى احتمال ان كان الكلام خطأ او تشابه على السيدة ..واستمع اليها وهى متحمسه للمعلومات التى حصلت عليها ...
حاول مالك التعاطف معها على غير اقتناع وعلى خوف من ان تعرف ما يبعدها عنه او تعود اليها ذاكرتها فلا تقبل به ...لذا كانت رغبتة واضحه ولحوحه فى طلبة ..
حدثها بلطف اكثر وابتسم فى وجهها ...ومازحها فضحكت ...فألتفت اليهم ايمن بحنق اكثر ..كانت والدته تحمل صينية العصير فكانت فرصته ليقطع حديثهما ويجلس معهم بعض الوقت ..فتح مواضع عدة مع مالك ..فى السياسة والرياضة ومشاكل العمل ...

رن جرس الباب ففتحت ام ايمن ..دقيقة ونادت عبد الرحمن ..الذى وقف مندهشا من الطارق ...
ظهر خلفه ايمن ومالك واخيرا سارة بعد ان ناداها عبد الرحمن ..
تقدم الشاب الواقف امام الباب بعض خطوات وصل بها الى سارة وامسك يديها وقال بلهفه
:- نادين ..حبيبتى ...اشتقت اليك يا قمرى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق