الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

28


صعق الجميع من تصرف الشاب ووقفوا مشدوهين مما يحدث ..
تحرك ايمن ونفض يد الشاب بعيدا عنها وقال بحزم
:- من انت ياهذا وكيف لك ان تقتحم بيوت الناس هكذا
تجاهله ذلك غريب واكمل موجهاً  كلامه لسارة باندهاش بالغ
: نادين الا تذكرينى ..لا اصدق هذا ..اخبريهم من انا ..
ثم دلفت من خلفه فتاه تفحصت الوجوه حتى سحبت سارة بين احضانها وعانقتها عناقا طويل ..
ونادتها بلهفه : نادين ..لا اصدق اننا قد وجدناك
ومدت اطراف اصابعها مسرعه تؤد دمعة لم تغادر بالاصل مقلتيها  ..كان الجميع فى دهشه منعتهم الحركه حتى يستوعبوا ما جرى ...كان عبد الرحمن ينتظر ريثما ينتهى هذا اللقاء الحار ثم تكلم اخيرا بعد ان فكت تلك الفتاه يديها عن سارة واطلقت سراحها من بين احضانها ...وسارة تحملق فيهما وقد شحب وجهها ..
عبد الرحمن :- ألن تخبرونا من انتم اذا ؟!

احضرت ام ايمن صينيه اكواب من الشاى ودخلت غرفة الصالون حيث جلس الجميع ..
كان ايمن اكثرهم غضبا وتفرسا للقادمين ..يحدق فى ذلك الشاب ويتفحصه من شعر راسه حتى اخمص قدمية ..لم تسلم الفتاه ايضا من نظرات ايمن الغاضبة ..
اما مالك فكان مطرق الرأس مستندا للوراء يطرق بأصابعه على يد مقعده وكأنه ينتظر نهاية هذا المشهد ..ويبدوا انه قد ادرك ان اشياء كثيرة ستتغير بعد تلك الزيارة الغير محسوبة العواقب ...
اما سارة المسكينه كانت فى واد اخر ...عيناهها زائغتين لا تستقر على اى منهم اكثر من دقيقه ..تحاول تمرير كلامهم على اذانها وعقلها مرارا ربما آلفته او تذكرتهم ..
تقول الفتاه انها كانت الصديقه الاقرب لنادين علم الدين وذلك الشاب الذى يجلس بجوارها اخاها وكان خطيبها وحبيبها ...
وانها لم تتحمل صدمة وفاة والدها ومرت بحاله نفسية سيئة دخلت على اثرها فى اكتئاب جعلها تقدم على الانتحار ..
قال ايمن ولازال حاجباه معقودان :- وكيف عرفتم انها اقدمت على الانتحار ..
سكتت الفتاه قليلا وابتلعت ريقها من احساسها بأنها فى تحقيق رسمى ..ثم نظرت لسارة قبل ان تتحدث ولما احست من عينى سارة انها لا زالت لا تتذكر اى شىء قالت  : والدتك من قالت ذلك لنا وللجميع
قال عبد الرحمن : واين امها واخواتها ؟
تنهدت الفتاه ورسمت الحزن على ملامحها ...
: ليس لها اخوه ..ووالدتها قد سافرت للخارج لم تستطع المكوث وقد فقدت زوجها وابنتها ...
قال عبد الرحمن : اليس لها اقارب ؟
تحدث الشاب : معظمهم بالخارج ..ولا نعلم منهم الا القليل قال ايمن للشاب : منذ متى وانتم مخطوبان
تلعثم الشاب قليلا ثم قال : فى الحقيقه لم نكن مخطوبان بشكل رسمى ..كنا على وشك ذلك لكن الاحداث التى مرت بها ارجأت الامر ..
اردف ايمن بسؤال اخر : منذ متى وانتم مرتبطان
احتنق الشاب من كثرة اسألة ايمن واحتنق اكثر من نظراته ووجهه المتجهم تجاههم ..
انتفض الشاب وقال بلهجه حاده : هذا ليس تحقيقا ..ونشكركم لحسن استضافتكم لخطيبتى ..ونريد ان نصطحبها معانا الان ...
وقفت بدورها الفتاه وحملت حقيبتها وتحركت صوب سارة المزجاه فى افكارها وهزاتها العنيفه المتتاليه ..وامسكت بمعصمها واوقفتها
: هيا بنا يا نادين ..ضبى اغراضك
وقف ايمن وهتف : الى اين ؟!!
وقف مالك المتابع لما يجرى ايضا
قال الشاب رادا النظرات لايمن : الى بيتنا ..ستعيش معنا حتى تشفى ..ثم نظر حواليه بنظرة تعالى واتبع
ثم لتعود للمستوى الذى كانت تحياه ذلك سيساعدها كثيرا
ثم القى الى اخته نظهرة فهمت بالخروج مصطحبه سارة بيدها ..
اوقفهم الحاج عبد الرحمن بصوته العجوز : لن تذهب سارة من هنا ..قبل ان نتأكد مما قلتم ....
فنظرت الفتاه لسارة تستحثها على الاعتراض ...لكن سارة لازالت شاخصه غير مستوعبه لما يحدث حولها من احاديث فرعيه ..فقط تعيد تفاصيل الاحداث كما قالوها وتحاول ترتيبها ترتيبا منطقيا ربما ساعدها على التذكر او حتى عدم الاستغراب ...
اكمل الحاج عبد الرحمن بلطف وود : هى امانه عندنا ..لن تذهب حتى نتأكد او اذا كانت ترغب هى فى ذلك ...
أغمضت للحظات عينيها واستجمعت قواها الخائرة وهزت رأسها موافقه لكلامه ..فتركت الفتاه يدها واحتضنتها سريعا ثم تحركت ناحية اخاها ولمست كتفه للذهاب ..نظر الاخير لايمن نظرة حانقه ثم انصرفا ..
دخلت برحيلهم الى غرفتها مسرعه تختبىء من الاحداث التى قالوها والتى لابد انها مخبأه فى صندوق ما فى الذاكرة مغلق بقفل كبير مفقود المفتاح..
استئذن مالك وذهب هو ايضا ..حدث ما كان خائفا منه ...ولربما ضاعت منه سارة على اثره للابد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق