الجمعة، 29 يوليو 2016

25

التفتت اليها حتى صارت فى مواجهتها تماما فابتسمت الفتاه التى كانت تقربها تقريبا فى السن وتنظر اليها منذ دخلت وراتها امام المرآه...فى بادىء الامر ظنت انها اخرى حتى انسدل شعرها البنى الطويل ...
: مبارك ارتدائك الحجاب يا نادين
بعينين زائغتين وانفاس متلاحقه ظلت تنظر اليها سارة وكأنها غريق فى موج كالجبال قد عثر على قشه يتعلق بها..هزت رأسها بإيمائه بسيطه لتكمل تلك الفتاه لكن طفله صغيرة أتت وتشبثت بثوب السيده وجذبته عدة جذبات صغيرة وقالت بصوت ضعيف : مامى ..انتهيت ...مامى هيا..
امسكت السيده بيد الصغيرة وبيدها الاخرى تحمل الرضيع وهزت راسها إيجاباً ثم اعادت النظر الى سارة الواقفه امامها وقالت بنفس الابتسامه
: سعدت برؤيتك يا نادين
وهمت بالانصراف فأوقفتها سارة واستجمعت قواها واخرجت هاتفها وطلبت منها برفق رقمها ثم تصنعت انها تتذكرها لكن الاسم تاه عنها قليلا فذكرتها الاخرى بالاسم فسجلته سارة والرقم وتركتها السيدة وانصرفت. .

عدلت من هندامها وغسلت وجهها بالماء وتنفست الصعداء وخرجت ..لم تنتبه لبقية حديثهم. .ظل عقلها يفكر بالسيدة.. ظلت تستعيد تلك الدقائق القليلة ..تتذكر ملامح السيدة ...تتذكر مناداتها لها ..لازال وقع الاسم غريب لكنه الان اصبح مؤكدا ..تلك هى الثانية التى تنادى فيها بنفس الاسم ..وفى مكان اخر وسيدة اخرى ربما يجدر بها ان تلقبها فتاه لانها تقربها فى السن تماما حتى لو كانت ام لطفلين
..
لم تتحدث امامهم بشىء ..انتظرت حتى المساء حتى استجمعت قواها وهدأت نفسها ورتبت افكارها مرة اخرى
..وحدثت مالك ..الذى ابدى فرحا ظاهرياً ثم اخذ يلقى دعابات حول الاسم وانه لا يفضل نادين ستظل سارة وسارة للابد ..لم تلقى دعاباته استحسانا منها ..فتوقف عنها وسكت ..ثم تكلم بجدية اكثر ...
مالك : لن يغير ذلك من أمرنا شيئا؟ اليس كذلك !
سارة : ماذا تقصد ؟؟
مالك : اقصد امر زواجنا ....وموعده
سكتت سارة لبرهه طويلة ...فأستشعر مالك ما يجول بخاطرها فأراد تلطيف الاجواء وقال مازحا
مالك : هل اعتبر ذلك السكوت علامة الرضا
اغمضت عينيها بقوة وضغتت باصابعها على مقدمة رأسها وقالت
سارة : مالك اشعر بصداع ..سأغلق واهاتفك حين اتحسن ..الى اللقاء ..
حاول ثنيها عن اغلاق الهاتف وانهاء الحديث بهذا الشكل فلم ينجح ..شعر بضيق لما حدث خلال اليوم وعن الفتاة التى قابلتها ..فقد كان يعتقد انها ملت من انتظار الامل بان تعود اليها ذاكرتها او كان سيقنعها هو بان لا امل او يتزوجا وتعود اليها الذاكرة على مهل ..
لكن مقابلتها لتلك الفتاه افسد كل احلامه ....

ظل الصداع يدمدم راسها حاولت تناول حبة الدواء التى وصفها الطبيب لها فى اخر زيارة له مع ماجد حين اشتكت من معاودة الصداع على فترات قريبه لكنها فوجئت به فارغ ..نسيت ان تحضر غيره عند عودتها من العمل ..
خرجت تبحث عن ياسر فالوقت قد تأخر ليحضر لها اخر فرأته على الكنبة نائما ويبدوا من وضعه انه قد غط فى نوم وهو يشاهد التلفاز ..من طرقات الصداع المتتالية لم تستطع الا ان تهاتفه هو ...
أيمن : الو سارة
بصوت ضعيف يخرج من بين انين راسها قالت
سارة : نفد دوائى ..واعلم انه متوفر لديك بالصيدليه ...هلا احضرته لى ..
بلهفه سألها فقد كان واضحاً من صوتها قدر التعب التى تعانيه
أيمن : ما بك يا سارة
سارة : لا شىء.. فقد صداع
اغلق معها الهاتف وعاد ادراجه الى الصيدلية التى كان قد اغلقها مع العامل منذ نصف ساعة وانطلق الى مكانه المعتاد اليومى امام مياه النهر الهادئة ..عاد يحضر الدواء لاجلها ورحل اليها مسرعاً. ..
طرق باب غرفتها فلم تجب اعاد الطرق فلم تجب ..طرق مرة اخرى لكن على باب غرفة والده فخرجت اليه امه تفتح نصف عينها وتقاوم النعاس ..
اخبرها باتصال سارة واحتياجها للدواء فهونت الامر انها بالتاكيد نامت الان وستعطيها اياه فى الصبح ..ترجاها ان تذهب اليها وتوقظها تتناوله وتطمئن بنفسها  ..فلم تصمد كثيرا امام الحاحه ..وذهبت اليها ..
ظل فى الصاله حتى خرجت اليه والدته واخبرته انها ايقظتها واعطتها الدواء وجرعة ماء ثم راحت فى نوم عميق ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق