الاثنين، 24 أغسطس 2015

8 مغامره على الطريق

لم تحكى لاسماء كل شىء بالرغم من انها تعلم جيدا انها بالذكاء الذى يجعلها تسمع لها دون اصدار أحكام او دون تأنيب او توبيخ على اى كان ما فعلته... اعتادت سلمى على طريقه اسماء فى التوجيه ....تسمع منها للنهاية  بتعبيرات ودوده ..وابتسامه صادقه ...ثم تتركها وكأنها ترسل لها رساله..وحدك ستعلمين اين موضع الخطأ ...وان لم تجيد سلمى التفرس واكتشاف الامر ..تناقشها فيه بعدها .....
ومع علمها بذلك كله احتفظت بالتفاصيل الاخيره ...لم تخبرها انه قابلها عند المتجر وترك لها رقم هاتفه ...ولم يطلب منها هاتفها ...تركها هكذا وانصرف ضاحكاً على لبختها مع الاكياس ...
سجلت الرقم على هاتفها المحمول وفتحت قائمة الواتس اب ...ظهرت صورته بجوار الاسم الذى دونته كما عرفته من البطاقه الصغيره المدون عليها اسمه ورقم هاتفه وعمله... علاء حمدى  ...
اغلقت الهاتف ووضعته  بجانب وسادتها وغطت فى نوم عميق ....رأته في نومها  كان جميلا امسك يدها واخذها الى بساتين خضره ظل يجريان ويفرحان حتى وقعت فى حفره نادت عليه لينقذها فامتدت يد لتخرجها لكنها لم تكن له ..
على مائدة الافطار كان الوجوم على الوجوه والصمت سيد الموقف ...ارتشف والدها اخر رشفه من قهوته وغادر المكان ...كان يبدوا على اسماء الارهاق والسهر ويبدوا ايضا من منظر عينيها انها كانت فى رحلة بكاء طويله ....
: اسماء هل تشاجرتم بالامس
اخذت اسماء نفساً عميقاً واغمضت عينيها لثوان وحاولت رسم ابتسامه ذابله على شفتيها ثم قالت
: لا تشغلى بالك ..كثيرا ما يحدث بين الازواج
ردت سلمى بأسى
:ظننته لا يحبنى انا فقط
قالت اسماء محاوله نفى ما قالته سلمى
: لا يا عزيزتى لا يوجد اب لا يحب ابنائه
: انت طيبه يا اسماء ...لا يجدر بى قول ذلك.. لكنك حقا تستحقين من هو افضل من ابى
قامت سلمى وقبلت راس اسماء ...فنظرت لها وابتسامه حانيه على محياها فاكملت سلمى باستعطاف : تحمليه ...لأجلى
انصرفت سلمى بمشاعر غاضبة من ابيها الذى لا يقدر قيمة امراءه كاسماء كما لم يقدر والدتها من قبل ...لكن والدتها قد رحمها الله منه ...وتركت مكانها اسماء لتعانى ويلات هذا الزوج المتعجرف السىء
ارتدت نظارتها الشمسيه ورفعت صوت المسجل بالاغانى علها تنسى كآبة هذا الصباح ...نظرت فى ساعة السياره ...قد مر الوقت ..ضربت بيديها المقود ...فى غضب ..لابد انه ذهب ولن تراه اليوم ...
ظلت تنفخ فى غضب ...اما كان يكفى جرعة الحزن الصباحية حتى تذهب ولا ارك ..هكذا صاحت دخل سيارتها ..
وصلت مقر الشركه وما ان استقرت على مقعدها حتى اتاها احدهم ان السيد عمر يريدها فى مكتبه
وضعت كفها على مقدمه راسها وسحبته فغطت عينيها وهى تتمتم ...هذا ما كان ينقصنى !
طرقت الباب وقبل ان تدير المقبض تذكرت اول لقاء جمعهما وكيف حدثها عن الاداب والاستئذان ...زمت شفتاها وانتظرت ...فاتاها صوته الرخيم
تفضل
اطلت من الباب فباشرها بابتسامه غريبه
اهلا يانسه كيف حالك
دهشت سلمى من ترحابه وابتسامته التى تراها لاول مره ..
اومأت برأسها ولم تنطق
فاكمل هو واشار للمقعد المقابل
تفضلى ..
جلست وهى تهتف بداخلها ارجوك ابتعد عنى اليوم فيكفينى ما انا فيه
: مبروك
رفعت رأسها مستفهمه
:تمت ترقيتك ونقلك لهذا القسم
اخيرا تحدثت ...وبدت لهجتها اكثر انزعاجا من تعبيرات وجهها التى احتدت فجأه
:اناااااا لماذا ؟!!...
استند بظهره للوراء وتأرجح بالكرسى يمنى ويسرى وشرح الامر ببساطه ..
بنفس حدة الاستغراب سالته
لما انا بالذات !!؟
: انت موظفه مجتهده  ..وتستحقينها
ماكانت ترفض هكذا مكان لولا وجوده ..بل ربما تمنت هذه المكانه منذ ان وطأت قدماها العمل
هاتفت اسماء لتطمئن عليها وتخبرها بامر هذه الترقيه
باركت لها اسماء وطمئنتها لعله خير
لما تعى سلمى تلك الجمله ولم تعى ايضا ان اشياء كثيره من حولها حسبتها شر وكانت هى الخير بعينه ...
حانقه هى على هذه الترقيه وعلى العمل تحت امرة هذا
 الديكتاتوراو كما تسميه هى الفظ الغليظ 
انتشر الخبر كالنار فى الهشيم بمجرد خروجها من مكتبه حتى جاءت الزميلات والزملاء مهنئين
هنئتها مروة زميلتها التى اصبحت معها فى نفس المكتب وكم كانت سعيده لانتقالها معها الى نفس المكتب ونفس القسم ..وهنئها على استحياء ايمن زميلها من قسم الحسابات ..
ضحكت ساخره من نفسها على هذا الصباح العجيب
مباركاتهم وتهنئتهم استطاعت ازاحة الغضب والضيق الذى هجم عليها من اول اليوم ...
سريعا تغير مزاجها ..فتحت الهاتف واخرجت رقمه وظلت تمد اصبعها وتسحبها فى تردد
اخيرا حسمت امرها ..وادخلت الهاتف الحقيبه
وقامت لتنصرف



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق