الأحد، 23 أغسطس 2015

7

فى العاده تتهادى بسيارتها على الطريق ربما تراه فى العوده كما تراه صباحاً فيكون يومها جميلا لا يفسد صفاؤه سوى تلك المرات التى تُلقى بها فى طريق السيد عمر فيمارس هوايته المفضله فى قسوته وفظاظته معها وتعنيفه لها  ...
استدارت بسيارتها لتسلك الطريق المعتاد هذه المره لن تتهادى وتتباطىء على الطريق فلديها اليوم ما يجعلها تعود مسرعه فاليوم ميعاد وصول أسماء وابيها من السفر.... تشتاقهم ....واكثر من تشتاق له هو اسماء تفتقدها بشكل اكبر من افتقادها والدها ..تعلم جيدا انه يترتب عليها بره لكنه بر فقط بر دون حب لا تعلم تحديدا متى بدات العلاقه بالفتور بينهم ام انه لم يكن يحبهم من الاصل وكانت والدتها هى من تخفى ذلك عنهم بحبها المتفانى لهم وعطفها وفيض حنانها ...
لكنه فى النهايه والدها ...قطع حبل افكارها كما  قطع طريقها ...
: حتى فى الطريق ..الا يرحمنى هذا الرجل
انتظرته بفارغ صبر حتى افسح لها الطريق ...على دواسة البنزين ضغطت وانطلقت فى طريقها مسرعه ....
بعد قليل انتبهت لصوت زامرة سياره خلفها ...فى المرآه رأته يقترب ...فزادت ضربات قلبها ربما تجاوز فى سرعته سرعتة سيارتها فى دقاته ..
كان خلفها فأشار اليها فى المرآه ان تتوقف ...اضطربت وتوترت ...فزادت من سرعتها حتى ابتعدت ..نظرت فى المرأه فلم تجده ..تنهدت بارتياح وعلت وجنتيها حمره ...توقفت عند محال تجارى تشترى بعض الحاجيات للمنزل قبل عودة اسماء وأبيها ....خرجت من المحل واتجهت الى سيارتها ...خرجت تتعثر فى الاكياس التى تحملها... تبدلهم بين يديها لتستطيع فتح السيارة ...لم تنتبه فى تلك اللحظه الى الواقف امام السياره مسندا ظهره على بابها الايسر ...شعرت وكأن دلو من الماء قد غمرها للتو ...زاد توترها واضطرابها ..كما انطلق قلبها فى بث النبضات فى تسارع عجيب ....استدارت لا تعلم ماذا تفعل او اين ستذهب لكن لربما تستطيع حتى التنفس بعيدا قليلا
استوقفها قائل
: انتظرى يا انسه
اتعبتنى حتى لحقت بك
ابتعلت رقيها بصعوبه
: اذا ماذا تريد
ابتسم ...مد يده بكارت
رفعت يديها بالاكياس لتمسك به فلم تستطيع تخليص يديها
ضحك ضحكه مدويه ووضع الكارت تحت مساحة الزجاج الاماميه ...ثم تركها وانصرف
وضعت الاكياس واسرعت تخُلص الكارت من المساحات نظرت اليه بتمعن وابتسمت وتوردت وجنتها من الخجل 


فى المساء
استقبلت سلمى والدها واسماء بترحاب شديد واحتضنتها اسماء بقوه تلتمس كل منها فى الاخرى الدفء ...
: افتقدك كثيرا يا اسماء. ..لن تسافرى ثانية اليس كذلك ؟!
اسماء : ربما ....
لم تكن اسماء تود ان تطلع سلمى على مشاكلها مع والدها ..كانت تصبر وتحتسب وتعلم فى قرارة نفسها ان هكذا امر لن يدوم طويلا ...لكنها كانت تصبر ..وكانت سلمى احد دواعم صبرها
كانت اسماء تحدث والدتها على الهاتف عندما اتت سلمى ومعها كوبان من النسكافيه
: ومتى سيردون ....
اذا سنفرح قريبا ان شاء الله ...اعلمينى يا امى بميعاد الزياره القادمه وباركى لاخى نيابة عنى ..وقولى له انى لن اتركه فيما بعد يكفى انه لم يحكى لى كيف راها وكيف اعجبته ...
اغلقت الهاتف ونظرت لسلمى
العاقبه لك يا سلمى ....ابتسمت سلمى خجلا وسألت اسماء
متى سيتزوج اخيك ؟؟
امسكت اسماء بالكوب وقالت : لازال فى البدايه ..فقط تقدموا لخطبتها امس

تذكرت سلمى ما حدث بالامس واحمرت وجنتاها ...فنظرت لها اسماء بطرف عينيها وقالت
: اسأل ؟....ام ستحكين انت وحدك
نظرت سلمى الى الكوب الذى كانت تحمله بين يديها وابتسمت ...

Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق