الأحد، 23 أغسطس 2015

6


يذهب باكراً الى عمله ..لا يود ان يكون رئيسا للعمل او مسؤلا يخشاه الموظفون أراد ان يظل الزميل والصديق كما عرفوه مع انضباط اكثر وجهد اكبر حتى يكون على قدر المسؤلية ..احب الحضور مبكرا واحبه اكثر عندما يرتشف قهوته الصباحيه امام الشرفه الواسعه الزجاجيه خلف مكتبه يتأملها وهى قادمه تقطع البوابه الرئيسيه ثم تمر فى الرواق المؤدى الى البوابه الداخليه يرى ضؤ الشمس الساقط عليها والمنعكس من زجاج نوافذ البناية على عينيها ..يرى ابتسامتها التى ترسم مع ملامحها الدقيقه والرقيقه اجمل لوحة فنيه ..
يكتفى كل صباح ببدء يومه برؤياها من اعلى ..من شرفته ..برؤيا ابتسامتها الصافيه قبل ان تختفى وتذوب فى ملامح وجهها غضباً من فظاظته فى التعامل معها ..
يرى فى عينيها دوماً الماً مستتراً خلف قناع الابتسامه والمرح ...يرى تمرد روحها المتعبه ...يود لو انتزع ذاك الألم القابع هناك فى غياهب القلب ...يود لو قاتله حتى ينتزع منه روحها المتعبه ....
ورغم مايشعره ذلك كله ..يتعقد الامر وتخرج تصرفاته فظه قاسيه كلما تعامل معها او رأها ...
تفحص الورق بين يديه وخاطب الموظفه مستفهما
: هذا طلب اجازه ...انما طلب اخر للنقل ..لماذا ؟!!
ابتسمت الموظفه فى خجل وقالت
: سأتزوج واقيم هناك ولا أود ان افقد عملى لذا ارجوا الموافقه لنقلى للفرع هناك ..
ابتسم وقدر ظرفها واردف وهو يوقع
: اذا انا مدعو للحفل اليس كذلك
ابتسمت الموظفه فى سعاده من موافقته وتوقيعه
: طبعا سيدى هذا شرف
لاحت له فرصة ذهبيه بعد انصراف الموظفه من مكتبه
وقرر التحدث فيها فى الاجتماع القادم مع المدير
وعلى الهاتف كانت والدته تذكره بالحضور مبكرا
: الازلت عندك يا عمر
: سأحضر باكرا كما وعدتك
: لا تنسى الحلوى
اردف مازحا
:زواج ابنتك هذا سيحزن صاحب محل الحلويات كثيرا
سألته والدته باستغراب
: سيحزن !...لماذا ؟!!!
:لانه لن يكون هناك عرسان لنشترى بسببهم الحلوى و لن نشترى الحلوى ابدا ان تزوجت
ضحكت والدته من مزاحه واغلق الخط وهو يدعوا ويتمتم اللهم ارزقها الزوج الصالح
تذكر ان يدعوا لنفسه ايضا بالزوجه الصالحه وكم كان غريباً على لسانه فكثيرا ما يدعوا لاخته وينسى نفسه ربما لانه يحمل مسؤليتها ويطرد الفكره من راسه حتى ان كانت دعوه بسيطه حتى يطمئن عليها اولا
اخرج سيارته من جراج الشركه ولاحظها وهى تنطلق بسيارتها ...بحركه لا اراديه وجد نفسه يقطع طريقها ليمر اولا ..فتوقفت للحظات حتى مر وانطلقت تسابق الريح وكأن لديها موعد نظر اليها وهى تبتعد وابتسم ثم مضى الى حيث طلبت امه .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق