الأحد، 16 أغسطس 2015

5


اغلقت سلمى منبه الهاتف بعد ان نظرت اليه بنصف عين مفتوحه ..وضعت يديها تحت رأسها واغمضت عينيها لثوانٍ وابتسمت ...تذكرت موعد المغامره ....خرجت من الحمام تنظر لوجهها فى المرآه ..تلتف لليمين ونتظر لوجهها من جانبه ثم تلتفت فتنظر اليه من الجانب الاخر وتبتسم ...
ارتدت ملابسها ولفت حجابها بشكل انيق وتخيلت كيف يكون شكلها فى مرآة السيارة الجانبيه ... وضعت اشيائها فى الحقيبه ونظرت نظره اخيره للمرآه التى لم تتركها فوق الثانيتين وتعود لتنظراليها مره اخرى ..فتحت باب الغرفه وذهبت اليها ايضا تنظر وتعدل بأصابعها طرف الحجاب ..
فى منزلها الواسع تعيش وحيده ربما ليست هذه المره الأولى التى تكون بمفردها فى المنزل فمنذ وفاة والدتها وسفر اخوها احمد لامريكا للدراسه توالت الفترات التى جلست فيها سلمى وحدها فى المنزل الكبير الواسع الى ان تزوج والدها من فتاة تأخر زواجها فاضطرت بضغط الاهل للقبول من الزواج برجل زوجته متوفاه و يكبرها بستة عشر سنه ولديه ولد وبنت ...
لكن اسماء زوجة الاب لم تكن كما نتخيل هذا الدور دوماً ...كانت صديقه لسلمى تخاف عليها وتقدم لها النصيحه ..كانت تود ان تفعل ذلك ايضاً مع احمد لكنه رفض حلول اخرى محل والدته كما ان غربته اضفت عليه بعض القسوة فلم يعد يتصل بوالده وسلمى الا اذا كان فى حاجه الى المال ...وكثيرا ما كانت اخباره تنقطع عنهم بالشهور فلا يعلمون عنه وعن حياته شيئا ..
 ادارت سلمى مفتاح الكاسيت لتمتلىء السياره بصوت الموسيقى وهدير الكلمات ..كانت سلمى محجبه لكنها لم تكن ملتزمه الالتزام الكامل كل معلوماتها كانت تاخذ بعضها من اسماء والاخرى من بعض البرامج التلفزيونيه لبعض الدعاه ان قابلت أحدها وهى تمرر اصابعها على ازرار الريموت كنترول ..

هاه قد وصلت ..للمكان ...لمكان التقاء السيارات على نفس الطريق ....نفس الميعاد ونفس الطريق ....ربما ظنا ان طريقهما واحد ...

اضاءات متتاليه بمصابيح السياره وصوت زامورها كانت التحيه المعتاده منه عند بداء المغامره ...
ترد عليها هى بصوت رقيق من سيارتها الرقيقه وابتسامه تملىء وجهها ...


بشعور يغمرها نشوة وفرح يملىء يومها سعاده بتلك الدقائق القليله التى تجمعها على الطريق به ..لا تعلمه ولا يعلمها ...فقط دقائق وطريق نصفه واحد ثم يفترقان كل الى حال سبيله ...
تصعد الدرجات فى مرح وثم ابتسامه على ثغرها ..وما ان تستقر على مكتبها حتى تأتيها الرساله الصباحيه ..لا زالت لا تعلم من مرسلها ...فكرت لدقيقه وهى ممسكه بالهاتف تنظر للرساله فاخذها خيالها لربما هو ..راق لها هذا الخاطر وزاد من ابتسامتها ..
بلطف وضعت هاتفها فى حقيبتها وشرعت فى كتابة تقارير طلبت منها وكلما تذكرت تلك الخاطره ابتسمت ....
فى منتصف اليوم كانت فى صحبة احد زميلاتها فى مكتبها حين دخل رئيس القسم السيد عمر ..لا تدرى لما ترهب هذا الرجل ..لم يكن عمره قد تجاوز الخامسه والثلاثون لكنه ذو هيبه وصرامه فى التعامل ولا يتهاون ابداً فى عمله ...بدأ كلامه مع زميلتها بحده وتحدث عن تقصيرها فى عملها ...حاولت سلمى ان تتدخل بعفويه لترفع الحرج عن صديقتها التى انهال عليها بكلامه وصرامته ...
: لم اوجه كلامى لك ...
ذهلت سلمى من رده عليها ..وصعدت الدماء تملىء وجهها حنقاً على هذا الفظ الغليظ
وانصرفت مسرعه تنفخ الهواء فى غضب
جلست تنقر باصابعها على المكتب وهى فى حيرة تسمع من زملائها عنه دوماً ولا يحكى احدهم عن فظاظته هذه الا هى حتى فى جم غضبه من تقصير او اهمال يعلمون انه غير ذلك فيما دون التهاون او التقصير فلا يغضبون من شدته هذا حين يقصر احدهم فيستحملونه وهم صامتون ويهرولون فى تعديل واصلاح ما ارد ...
تذكرت سباق الصباح فابتسمت ....كان هذا ربما مسكن ..تسكن به الالمها وتستأنس به فى وحدتها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق