الخميس، 21 يناير 2016

كما انا 4




دخلت الغرفة التى تركها لها ايمن ...تفقدتها بعينيها وجلست على حافة السريرتضع يديها على ركبتيها وتنظر الى الاسفل بعين مضطربه وجبين مقتضب ...تود لو تتذكر شيئاً... اى شىء حتى ولو كان مجرد اسمها ...تذكرت حرف s المدلى من رقبتها ..خلعتها ووضعته بين يديها ...امعنت النظر فيه كأنها تسأله من انا ؟؟ ...من اكون ؟؟...ما اسمى ؟؟؟

من اهداك الى ؟؟..امى ..ام ابى ...او زوجاً ..او ربما حبيباً

تملكها الدوار مجدداً وشق الصداع الذى لم يفارقها منذ الحادثه ويزداد كلما حاولت التذكر رأسها ....

مسكت رأسها بيديها وضغطت عليه بقوة ...وانهالت دموعها كالانهار ...كتائه فى صحراء ..فقد راحلته ودليله

كطفل وجد نفسه وحيدا فى عتمة ليل بارد فى طريق مقفر ..لا مأوى ولا ملجأ ولا ذكرى تدفئه وتدله...

بكت حتى على صوت نحيبها ..رتبت السيدة بحنو على ظهرها وضمتها فى حضنها...لم تشعر بدخول ام ايمن ولا جلوسها بجوارها ..حوطتها بزراعها تلتمس الدفئ لروحها المتعبه ...اسندت رأسها على كتف ام ايمن وهدأ صوت نحيبها وانسالت الدموع فى سكون ..مررت ام ايمن يديها على شعر الفتاه حتى هدأت قليلا ...

رفعت الفتاه رأسها ومسحت بظهر كفيها بعضاً من السيل الجارف لدموعها التى لا تتوقف ...

اسفة

على ماذا ؟ لا احد يملك قدره ..

حاولت السيدة ان تتمالك نفسها حتى لا تتفلت دمعتها التى هلت على مشارف عينها من عطفها على الفتاه ..وقالت لتتفادى ذلك

هذه ملابس للنوم ..اعلم انها لا تناسبك ...بالغد سأتصرف واحضر لك ملابس مُلائمة ..

حاولت الفتاه انتزاع ابتسامه تشكر بها السيده على كرمها وعطفها ...

قامت السيده وقبل ان تغلق الباب خلفها قالت

المفتاح بالباب اغلقيه به خلفى ...تُصبحين على خير

-----------

قال ايمن وهو يضع يديه على عينيه يُخفى عنها الضؤ..

الن تغلق النور يا ياسر ؟! لا استطيع النوم ..

ضحك ياسر ساخراً وقال غامزاً بعينه

أهو النور الذى اذهب النوم من عينيك ...

ام الحسناء التى احتلت غرفتك وتنام الان على سريرك

ازال ايمن يده من فوق عينيه واستند بها رافعاً رأسه وقال بلهجه محذره :

ياااسر..تأدب

اعاد ياسر وجهه بداخل كتابه وقال معتذرا

كنت امزح ..

قال ماجد وهو يتقلب للجهه الاخرى..

: ياسر انت دائما تذاكر فى الصاله بعد ان ننام ..اخرج واذاكر بها ..

ياسر : لا استطيع

قال ماجد بصوت ناعس وقد بدا انه قد دخل فى النوم: لماذا لا تستطيع

ياسر : الفتاه

نظر اليه ايمن مجددا فأكمل ياسر سريعا ردا على نظرات ايمن الملتهبه

ابى من قال لى ذلك ..وحذرنى ايضا من التجوال ليلا بالبيت

رد ايمن زراعه على عينيه واغمضهما عساه يأتيه النوم بعد تلك الليله المُجهده...

--------------

كان على الهاتف ام على اخت ام ايمن حدثتها بلهجه معاتبه لوجود تلك الفتاه فى منزلهم

يا أُختى بالله عليك لا تتحدثى هكذا عن الفتاه لو رأيتها لانفطر قلبك عليها ..تعالى وسأحكى لك ما حدث

قولى لى قبلا كيف عرفت وهى للتو بالامس قد جائت

ردت ام على بصوت اخف حده 

ايمن حدث يمنى منذ قليل وحكى لها ما حدث

تمتمت ام ايمن

يا الله عليك يا ايمن وما الداعى لذلك

قالت ام على وهى تسمع همهمات اختها

هه لا اسمعك ..هل تقولين شىء

لا لا فى رعاية الله .. سأنتظركم فى المساء 

اغلقت ام ايمن الهاتف وعادت للمطبخ وهى تنفخ لا تعلم لماذا اخبر ايمن يمنى ابنة خالته واخته من الرضاعه بالامر

سمعت صوت المفتح فى باب غرفة ايمن وهى فى طريقها للمطبخ .. فرأت الفتاه تفتحة ببطىء وتنظر منه

قالت السيدة بابتسامه

صباح الخير ..تعالى يابنتى لا احد هنا

فقد نزل الجميع لأشغالهم وياسر نائم فى غرفته كان يذاكر حتى الصباح

تمشت الفتاه بالعبائة التى اعطتها لها السيدة بالامس كانت واسعه لكنها كانت مريحه فى النوم ...نظرت اليها ام ايمن ومنعت نفسها من الضحك وقالت

لا بأس ..سأتصل بأيمن يشترى لك ملابس مناسبه

ردت الفتاه بابتسامه رقيقه تشكرها

بينما هما واقفتان رن جرس الباب

نظرت ام ايمن من العين السحريه وقالت

اطمئنى ليس احد من الشباب انها يمنى ابنة اختى

دخلت يمنى وسلمت على خالتها ونظرت الى الفتاه وذهبت اليها ومدت يدها قائله

اهلا انا يمنى

مدت الفتاه يدها وسلمت وهى خجله من ملابسها الغير ملائمه

ادركت يمنى الحرج الذى اصاب الفتاه وقالت

وهى تمد يدها بحقيبه تحملها :

اعتقد ستناسبك هذه اكثر

اتصل بى ايمن وطلب منى ان احضرهم اليك

تركتهم يمنى على الكرسى القريب من الفتاه واتجهت الى الباب وقالت ملوحه لخالتها

سلام يا خالتى هل تريدين شيئاً

اجلسى للغداء معنا

سأتى فى المساء

اغلقت يمنى خلفها الباب فقالت ام ايمن مازحه

هيا يا بنتى اذهبى وبدلى ملابسك قبل ان يأتى الشباب ويراك احدهم هكذا

نظرت الفتاه لنفسها وضحكت




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق