الثلاثاء، 19 يناير 2016

قصه 3

تركا عنوانهم فى المشفى واصطحباها للبيت
ينظر كل منهما للاخر كل بضع ثوانى
ماذا سيقولان لوالديهما....
لم يكن لديهم خيارا تجاهها وهى غريبة عنهم وعن نفسها
لا تتذكر اى شىء حتى اسمها
علامات الذعر والخوف تملكاها بعد ان فاقت وبدأت تسأل عن المكان وعنهم ..اخبرها الطبيب انها كانت تود الانتحار وذاك الشاب ماجد من انقذها واتى بها للمشفى ويبدوا انها ارتطمت بشىء فى الماء اثر على مركز الذاكره ففقدتها غير بعض الجروح الخفيفه فى الجبهه والوجه ...
كان عليها مغادرة المشفى ...لكن الى اين ؟..هى لا تعلم
كان لدى ايمن امل ان يحضر اهلها بحثا عنها فى المستشفيات فيتعرفون عليها ويأخذونها وتعود اليها ذاكرتها معهم او لا تعود ...
وينتهى الامر
لكن لم يأتى احد ..حتى وقت انصرافهم من المشفى ...اخرج من جيبه ورقه وطلب من موظف الاستقبال قلما ودون عليه ارقامه وارقام اخيه وعنوان المنزل
ثم انصرفا بها
كانت تجلس على كرسى الصالون المدهب تضم نفسها اليها اكثر تلتصق ارجلها ببعضها وتفرك كفيها بتوتر
بينما كان ايمن وماجد باجتماع عائلى بالخارج يتباحثان امرها مع والده ووالدته واخيهم الاصغر ياسر
قال ياسر باستنكار
ستقيم معنا ؟!!
ردت الام
وماذا سنقول للجيران وبالبيت ثلاثة شباب
قال عبد الرحمن بصوت هادىء وكأنه استقطع وقتا من التفكير ليرد عليهم
مؤقتا يا حاجه ..بالتأكيد سيعثر اهلها على المشفى ويخبروهم بمكانها
قال ماجد ..وربما تعافت و استردت ذاكرتها وعلمت من تكون
نظرت اليه امه وسألته بشغف
هل قال الطبيب ذلك ...يعنى انه ممكن ان تعود اليها الذاكره وتتذكر ..
رد ماجد عليها
نعم يمكن ان تعود لها الذاكره فى اى وقت
تحدث ايمن بعد لحظات صمته
وربما لن تعود اليها
وربما لم يبحث اهلها عنها ..او ربما لم يكن لديها اهل اصلا
قال عبد الرحمن ..الامل فى الله لا ينقطع
على كل حال لن نتركها تذهب هكذا ...
رتب عبد الرحمن على كتف زوجته يستحثها للقيام
تركنا الفتاه وحدها كثيرا ..هيا يا ام ايمن حضرى الغداء
لابد انها لم تتناول شيئا من الامس

دخل ماجد اليها يرسم ابتسامه رقيقه على شفتيه ودخل الجميع خلفه 
اعرفك... هذا ابى الحاج عبد الرحمن
قال عبد الرحمن ..حمدلله على سلامتك
وهذه امى الحاجه ام ايمن
نورتنى وشرفتنا
وهذا اخر العنقود ....قبل ان يكمل ماجد قاطعه ياسر بمرح
وقال : ياسر ثانوية عامه
ثم اشار ماجد الى ايمن
وهذا ايمن تعرفيه
ردت عليهم جميعا بابتسامه يشوبها الخوف والذعر معا
يرتجف جسدها النحيل وتبتلع ريقها بصعوبه وتشعر بدوار
من هى ...ولما ارادت الانتحار
هل كانت حياتها سيئة لهذا الحد
هل فقدت حبيبا فاستحالت العيش بعده
كل تلك الاسئله تدور وتدور حتى تشعرها بالدوار ...
ساد الصمت على المائدة ...يفكر كل منهم بالطارىء الذى حل بهم
كيف سيعودون الى حياتهم ...وكيف ستعيش بينهم
ثلاثة شباب وابيهم ليس بينهم انثى الا امهم
ربما لكان الامر افضل ان كانت لديهم اخت ...لكنه الحال
حتى مكان النوم لم يفكروا به حتى هتف ياسر قائلا
احم ..اين ستنام ...
نظرت ام ايمن الى زوجها الذى رفع رأسه عن صحنه واراد ان يعرض فكره لكن سبقه بها ايمن
ستنام فى غرفتى
قال ياسر
وانت
سأنام معاك فى غرفتك انت وماجد ..هل لديك مانع
ضحك ياسر وقال فى دعابة
عيب يا كبير ...ستنير الغرفه بقدومك
ابتسم الجميع من دعابته
لكن هى لازالت غارقه فى دوامة تفكيرها تنظر الى الطعام بعين زائغة ...تعتصر الذاكرة الخاليه من اى شىء وكل شىء حتى اسمها ..
كلى يا......تذكرت ام ايمن انها لا تعلم اسما للفتاه ولا هى ايضا ..
يا الله ..لا نعلم اسمك ..اعذرينى يا ابنتى
نظرت اليها الفتاه وابتسمت
لا عليك
قالت ام ايمن ...وكيف سنناديك ..لا بد من اسم
ابتسم ماجد وقال ..هذا فرصه جيده لتنتقى اسما جميلا ..فجميعنا يولد وليست لديه هذه الفرصه ...
ضحك عبد الرحمن وقال
تتمنى انت يا ماجد هذه الفرصه لتتنكر من اسمك الجميل
قالت ام ايمن
انت من صممت على هذا الاسم يا عبد الرحمن ...كنت اود ان اسميه على اسم والدى شندى رحمه الله
ضحك الجميع بصوت عال وقال ماجد بذهول
لا لا ماجد افضل بكثير
ابتسمت الفتاه من دعابتهم ..والتقت عيناها بعين ايمن الذى اخفضهما سريعا ...عندما ارادت ان تلتفت لياسر الذى وجهه حديثه اليها قائلا
اقول...الا ترتدين سنسال
نظر الجميع اليه باستغراب فاكمل
كثير من الفتايات يرتدين احرف اسمائهن او اسمائهن كاملة فى سنسال
تحسست الفتاه رقبتها فوجدت بالفعل حركت يديها وادارت شعرها المنسدل لليسارواخرجت سنسال بحرف S بالانجليزيه
هتف ياسر بصوت منتصر ...
الم اقل لكم
نظر اليه ايمن وقال لو انك تُلم
هكذابامور دراستك  كما تلم بامور النساء لفلحت. .
عبس ياسر قليلا من كلمات ايمن ثم التفت الى امه حيث قالت
وماذا يعنى هذا ان شاء الله
قال ماجد اذا اسمك يبدأ بالسين ..لربما سلوى او سلمى او سوسن
قال ياسر: او ساره ...يليق بك ساره اكثر
قال ايمن بهدؤ... او سيرين
قال عبد الرحمن
هيا يا ابنتى لترتاحى فانت متعبه ونوم اسرة المشافى لا تريح ابدا
هتف ياسر ..الن نختار لها اسم
رد عليه والده ..هى تختار ولكن بعد ان تنام وترتاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق