الخميس، 4 يونيو 2015

28الحلقه الثامنه والعشرون



بعض الأمانى تفاجئنا الأقدار بتحقيقها وكنا نظنها محض احلام 

كنت اجلس فى بيت محمود حين دخلت طفله غاية قى الجمال لديها رغم بكائها عينان تسحران اللب والهوى ...عينان مثل عينيها التى كنت اذوب فى اعماقها حين كنت أنظر اليها...طفله تحمل من الملامح القليل ومن روح امها الكثير والكثير ....هدأها محمود وقام ينادى حازم ليعنفه على ضرب الصغيره ومشاكستها ...جلست اتأمل الصغيره وهى تأكل الشكولاته التى اعطيتها اياها ..مسحت دموعها بيدى وارسلت خصلات شعرها المسترسل خلف اذنيها لأتأملها جيدا واتذكر روحى التى افتقدها ....

من تلك اللحظه دخلت الى قلبى واستوطنت كما فعلت صاحبتهامن قبل ....فى ايام الجمعة التى كنت اقابل محمود بها كنت اصر ان يحضرها معه وان لم تسمح ظروف اى منا بالتقابل كنت اذهب اليه فى منزله لارى الصغيره التى تعلقت بى ايضا ...
علمت بالحادث والمأساه التى المت بنور وابنت الرجل بعد وفاته ....كنت احمل همها واتفقد احوالها فى فترات متقاربه ولم اهتم بكلام محمود او غيره بتركها وعدم السؤال عنها ....لا يعلمون انى اموت لاجلها الاف المرات ....واحلم بها كل ما اقفلت جفونى ...ربما هى تسكنهم فتظل معى فى احلامى ولا تفارقنى .....اشعر بحزنها والمها واعلم كم هى قويه تناضل من اجل احبائها وحياتها ....ارسلت فى رقبة الصغيره رساله لن يفهمها سوى نور ...يكفى ماضاع من عمرى دونها ...خطأ لن اسمح بتكراره ولن اعاود الصمت من جديد ...كنت ارى فى عين محمود نظرة رضى عن رغبتى ومن امل ايضا ..ضؤ اخضر لكن بحذر ...الوضع صعب ...والمنطقه شائكه بعد كل ما مرت به ..بعد جرحها منى ووفاة زوجها وابنته التى تتعالج وتحمل هم مسؤليتها ....فكان للاقتراب ذكاء حتى لا افقد الطريق ويوصد الباب ....
ساعدت محمود فى التجهيز ليوم ميلاد حازم المشاكس كما اسميه وحفظته لبيسان ايضا حين تشكو منه تنطق الاسم معا حازم المشاكس ...اكدت على محمود ان لا يخبر نور بوجودى ...اردت ظهور طبيعيا غير مصطنع ....حين عاد النور بعد ان اطفأ حازم الشموع هتفت بيسان وجرت تحضننى ..عمو طاطا ...هكذا علمتها اسمى ..اسما سهل على لسانها الصغير بدل من مصطفى  ...حملت الفتاه وحين التفت الى نور التى يبدوا انها لم تلحظ وجودى الا عندما ارتمت بيسان فى حضنى.. ارتبكت وصرفت نظرها بعيدا وجلست بعيدا مع بيان التى بدات تتحرك بعكازين ..تراقبنى وبيسان التى لازالت متعلقمه برقبتى اطعمها بعض قطع الحلوى بيدى ...اعلم كم الحيرة التى تملكت نور من تصرفات الصغيره كيف ارتبطت بى ...وكيف ارتبطت بها ايضا ....كيف مدت اوصال المشاعر التى انقطعت من زمان ...منذ تنازلت عن حبى ونور قلبى لأبيها ...ليهدينى الصغيره واختها وامها بعد وفاته ...وكانه رد الدين ....
لم اتحدث معها ....لم اكلمها حتى كلمة واحده ....يكفينى دائما منها ما كان يكفينى من حضور ليطمئن القلب ويفرح......




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق