الجمعة، 12 يونيو 2015

الحلقة الواحد والثلاثون والاخيره


لم اصدق حين نادتنى امى وقالت ان بيان اتت ..لم اصدق الا حين جريت عليها وضممتها فى حضنى ...اتلمس وجهها بين يدى واشعر بانفاسها وتطرب اذنى بكلمة ماما ....توجعت حين رأيتها على كرسى متحرك ..وفهمت من نظرة عينيها وجسدها النحيل ووجهها المجهد ..تألمت صغيرتى لفراقنا كما تألمنا ربما اكثر ....حملت الصغيره من الكرسى وجلست على الاريكه احضنها كل دقيقه واحدثها ثم احضنها.... لم انتبه فى تلك الدقائق السريعه الى الواقف على باب شقتنا ويبدوا ان شغفى بالفتاه ولهفتى عليها الهاهم هم ايضا ..
انصرف قبل ان اشكره ....اعادنى موقفه هذا الى زمن مضى عندما كان يرضينى ويسترضينى ويفعل كل ما يسعدنى او يرسم بسمة على شفتى ..ارتسمت بسمة رقيقه على شفتى فى لحظه عبور الذكرى وارتباطها بالحاضر فى عقدة متصله ...

اصر محمود وامل على اقامة حفل بسيط احتفالا بعودة بيان...ربما فرصه جيده لاشكره فلم ادركه انصرف سريعا قبل ان اشكره ...
قبل الحفل كنا عاودنا الطبيب المعالج لبيان قبل سفرها واعادة الجلسات ولان جزء كبير من العلاج اعتمد على النفسيه فاستغنت سريعا عن الكرسى وعن احد العكازين ايضا واستخدمت واحد فقط مع الضغط قليلا على القدم اليسرى لتتعود السير كما اوصى الطبيب ...سعادة بيان بوجودها بيننا وسعادتنا بها كانت بأشبه بفرحة العيد ....اعددنا للحفل وجهزنا المكان وعلقنا بعض الزينات فى الارجاء ..بيسان كانت فرحه جدا تلهو وتلعب فى الاشياء وتدور حلو بيان وبين الحين والاخر تحضن بيان وتميل الاخيره عليها وتقبلها ....
كعادتها بيسان كلما تراه تتعلق برقبته فيحملها.. لم تكن وحدها هذه المره بل بيان ايضا جرت عليه بعكازها وخطواتها المتثاقله ...لم اشك فى براعته فى السيطره على قلوب فتاياتى ..فلدية خبره ولدى معرفه ....
..... زاد ارتباكى ...وكأننى لاول مرة اراه اواحدثه ...يحمل واحده وتستند الاخرى على يده ....فى صورة يصعب تصديق انه ليس الاب ......احمل بين يدى هدية صغيره ....
- شكرا ....انك رجعتلى بيان
قطب جبينه وعقد حاجبيه ورفض استلام الهديه
هز راسه نافيا وقال
- مش هى دى هديتى
(انت كمان هتتشرط ...) رددتها فى داخلى واستغربت. ..فانزل الصغيره عن زراعه ...ووجه نظره الى ووقف قبالتى ...وقال
- انا عرفت انك موافقه نتجوز ..لو عايزه تهادينى وتشكرينى بجد نكتب الكتاب حالا
احمرت وجنتاى جدا وهربت ببصرى لاجد الجميع ينظرون الينا وينتظرون موافقتى المسبقه التى حدثت بها امل منذ يومين ...ويبدوا انها اشاعتها كالبرق ...
ونشكو بالعيون اذا التقينا فأفهمه ويعلم ما اردت
اقول بمقلتى انى مت شوقا فيوحى طرفه انى قد علمت

افتح عيناى وانا مستلقاه على سريرى لا ارغب فى النهوض ربما كان حلماً جميلاً ...فلن انهيه باستيقاظى ....شعرت بانفاسه مقتربه ..فرأيته يتطلع الى عن قرب شديد ...
- مالك بتبصلى كده ليه
- مش مصدق ..
- مش مصدق ايه
- مش مصدق ان حياتى نورت من تانى ..مش مصدق اننا اتجوزنا ورجعنا لبعض تانى ...
مش مصدق ان الضلمه الى عششت قلبى وبيتى نورت ونورها مش هيفارقها ابدا
نور .....انا اسف
- على ايه اسف
- على تفريطى فيك ....
قاطعته
- هى اقدار الله عشان بيسان تيجى للدنيا وبيان تلاقى اب يعوضها فقد ابوها
فى تلك اللحظات سمعنا خبطات رقيقه على باب الغرفه وصوت الصغيرات من خلفه
.عمو النهارده الجمعه وحضرتك وعدتنا هتودينا الملاهى
ضحكت واعتدلت لانهض واقفه واكملت
- ودا بقى جزاء التفريط
- نور .....التفت اليه قبل ان افتح الباب فأردف .......بحبك
استقبلت الكلمه فوضعت قبله على اصابعى ونفخت فيها برقه لتطير اليه محملة بكل الحب
ادرت مقبض الباب لافتحه لاجد الطوفان قد اقتحم الغرفه وطوقوه بين فكى المطرقه والسندان وهما يقفزان عليه فيدغدغ واحده ويقذف الاخرى بالوساده ....فتضحك الفتيات ..ويضحك حبيبى معهم ....

                 تتتتتممممتتتتتت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق