الخميس، 11 يونيو 2015

الحلقة الثلاثون

كل شىء كان على مايرام ..بدأت بالتقرب شيئاً فشيئاً ..فالطريق وعر ..والابواب موصدة ..لكن اشارات القلب ربما تطمئن.. ....الارتباك والصمت كانا احد دليلىّ ...لم اكن اود الاقتراب مباشرة حتى ارتاح انها لم تنسانى وا انها صفحت عنى وسامحتنى ...لا اريد الاقتراب الا حين تفتح هى الابواب وتستقبل حبى من جديد ..
حاولت الظهور امامها بشكل لا يضايقها او يضايق الفتايات ....حاولت التعرف على الفتايات والتقرب اليهن هذا ايضا باب اليها ..لكن الرياح دائما لا تأتى بما تشتهى السفن ....اعلم مواعيد زيارتها لطبيب بيان وانتظرها فى الغالب امام مركز العلاج الطبيعى لأراها ..ربما احتاجت مساعده ...فرايت شاباً يسمك بيان ويساعدها وتسير معه نور وظلا يتحدثان حتى اوقفت تاكسى وانصرفت بالطفله ..فى الموعد التالى للطبيب لم تحضر ولم تحضر بيان ...ولم تذهب ايضا الى النادى بالصغيرات ...ذهبت وقتها الى محمود محاولا ان اعرف اى شىء وسألته بشكل مباشر ...هل اذا كانت نور تزوجت ...
لم يستغرب سؤالى ...واخبرنى بما حدث ...
صعِب الطريق اكثر الان ....فموافقتها للزواج منى ربما يعرضها لفقد الفتاه الاخرى ....كنت اتابع اخبارها من محمود فلم اعد اراها ...لكن كان لابد لى ان ارى بيسان ..كنت اذهب اليها من خلف نور واراها فى الروضه قبل ان تأتى نور وتأخذها ....
فى ذات المرات التى كنت فيها مع بيسان فى الروضه ..وقفت امامى غاضبه وسحبت يد الصغيره فى شده ...وعيناها تقول الطريق مسدود ....
: نور ..
: مش مستعده افقده التانيه كمان كفايه واحده
قالت كلماتها والدموع ترقرقت على بوابات عينيها ..وفى صوتها انكسار لا اعرفه ولم اره فيها من قبل ...غياب بيان يؤلمها بشده وخوفها من فقد الاخرى يهزها هزا عنيفا
اقسمت فى داخلى ان اعمل على استعادة بيان وردها اليها ..حتى وان لم تقبل العودة الى بعدها لكنى لن اسمح للحزن سكنُها ولدموعها الهطول .....

سافرت الامارات ولم يكن لدى اى فكره لارجاع بيان سوى ان اتحدث مع عمتها وزوجها لعلهم يتفهون حالة نور وانهم بذلك لا ينفذون وصية والد بيان

فوجئت والدة نور ووالدها بى وانا على باب منزلهم وامامى بيان على كرسى متحرك ..وطفقت امها 
تنادى ..نور نور ...تعالى مش هتصدقى ...بيان رجعت ..بيان اهيه 
اتت نور وعلامات الدهشه والاستغراب على قسمات وجهها ...سحبت الكرسى اليها واحتضنت الفتاه وقبلتها واحضنت راسها بين ذراعيها ...
جميلة انت يا نور ...جميلة وانت ام بحنانك وطيبة قلبك ....لازلت على حالى عند باب الشقه انظر اليها وتأملها ...حتى نبهنى صوت والدها وحثنى على الدخول ...فاستئذنت وانصرفت لارتاح من تعب السفر وكذلك الصغيره لتهنأ بأمها واختها ....

محمود : قولى بقى يا مصطفى جبت بيان ازاى من عمتها ...انا كنت موجود لما كانت عند نور وبتاخد البنت ومحدش فينا كان قادر يكلمها او يخليها تسيب البنت ..
: نور يا محمود هى الى خليتنى اصمم انى لازم ارجعلها البنت ...لما شفتها وازاى قلبها واجعها اوى على فراق البنت ...عرفت ان بيان مش مجرد بنت الراجل الى اتجوزته ومات ..بيان زى بيسان الاتنين بناتها ..
نظر الىّ محمود نظرة مطوله ففهمت ما يود قوله فاجبته سريعاً
: الموضوع اكبر من انى اعمل كدا عشان ترضى ترجعلى ... الحب يا صاحبى بيخليك متستحملش نظرة حزن او كسرة قلب فى الى بتحبه ...
: يعنى لما سبتها وطلقتها كان فين الحب دا
: مسبتهاش الا عشان بحبها ..عشان مش انانى افضل محتفظ بيها وهى نفسها تكون ام
: مقلتليش بردوا ازاى جبت البنت بسهوله كده
: ابدا كنت رايح وانا معرفش ازاى اقنعهم انها ترجع معايا ..لقيت عمتها وجوزها بيحكولى ان البنت صحتها فى النازل وبعد ما كانت بتمشى بعكاز واحيانا من غيره انتكست ورجعت تتحرك بكرسى ورافضه الاكل وعلى طول بتعيط ومعرفوش يخلوها تتأقلم هناك لقيتهم هما الى بيقترحوا انى اخد البنت معايا وانا مسافر اجيبها لمامتها ...
ضحك محمود وقال : انها قوة الحب يا صاحبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق