الخميس، 30 أبريل 2015

الحلقة السادسه

  نور

 تصغرنى اختى امل بعام واحد وهى اختى الوحيده ..ومن شدة تشابهنا والتصاقنا الدائم يظننا الناظر من اول وهله اننا تؤامين ..
عندما تمت خطبت امل على دكتور محمود وبدأت فى تجهيز منزلها الجديد كانت تود ترك الامر لمهندس ديكور لتُذهب عن عاتقها مهمه الاختيار والتنسيق بين الالوان والاثاث والمفروشات مما يشعرها مجرد التفكير فيه كثيرا بالنفور والاقلاع عن امر تجهيز شقتها اوربما الاقلاع عن الزواج كليةً ...قبلت بهذه المهمه التى رشحتنى لها امل فبحكم عملى كمصمة ازياء يجعلنى اُبدع فى اختيار الالوان والتنسيق بين الاشياء وأحداث تناغم بينها لتُخرج ذوق عالى وفن رفيع ...لم تتدخل امل كثيرا فى ما افعل على الرغم من اخذى لرأيها فى معظم لاحيان وكانت تقول دوما : واثقه فيك يا نور وفى ذوقك العالى .
سعيدة انا بسعادة اختى ..لم تظهر يوما ما يسمونه بغيرة الاخوات من كونها تصغرنى وانها اصبحت عروسه وكل ما يقال فى مثل هذه مواقف ...فوعى والدان كوالدى يكفينى وينفى اى خبث من تلك الافكار ..ويمتعنا بحب الاخوه الصافى ..
بدأت فى  معاينة الشقه وذهبت الى محال الدهانات واحضرت الى المنزل كتالوجات الالوان ورسمت رسم كروكى لغرف الشقه واقحمت امل التى كانت تتهرب منى بمكالمات محمود التى لا تنتهى والتى تدور معظمها نقاشات علميه ربما او رياضيه عن الفريق الذى يفضل والماتش الاخير لفريقه والغريب ان امل لم تكن من هواة كرة القدم نهائيا ...هو.. نعم الحب ..جعلها تهوى ما يهوى ..وتحب ما يحب ...احيانا اظن ان امل تغيرت وتبدلت لاخرى او انها اصبحت محمود أو انهما واحد ولم نكن نعلم ...
قرأت كثيرا عن الحب لكنى لم اكن اتصور انى سأراه حى امامى ...
كان كل شىء على ما يرام ...حتى هبط من السماء ...نعم هبط فقد عاد ابن عمة محمود وصديقه المقرب من الخليج ...وبدون مقدمات ظهر فى حياتنا ...وبدون سابق انذار اقتحمنى بشده ...

نبنى الاسور ونبالغ فيها فنلفها بالاسلاك الشائكه ونبنى قبل الاسوار قصور مرتفعه لنحفظ المضغه التى لو فسدت لفسد الجسد كله ..ربما لفسدت الحياه ايضا ..ولا قيمة لحياه قلبها فاسد ..
غفوت على سجادة صلاتى ويبدوا ان غفوتى طالت قليلا فحلمت انى اسمع طرق الباب واعلم من الطارق تغمرنى السعادة لوجوده يسبقنى قلبى لافتح ..من فرط سعادتى اراه من الباب دون فتحه ..دنوت من الباب ..اكثر فاكثر ...وفتحته .. فاذا به جميلا ينظر الى لا ادرك تحديدا ملامحه لكنى اعرفه وكانى اعرفه منذ زمن بعيد اعطانى وردة متفتحة حمراء ثم اختفى فجأه..لا اعلم اين ذهب ..ولم اختفى ...بحث عنه لم اجده ..لكن الطرقات على الباب استمرت ...فاستيقظت فاذا هى طرقات حقيقية على باب منزلنا ..
من العين السحرية وجدت احدهم ومعه اكياس يحملها
: مين ؟؟

: محمود باعت الحاجات دى للدكتوره امل ..هى موجوده ..
: لا مش موجوده ...ثوانى
عدلت من حجابى وفتحت الباب اختفىِ ورائه وامسكت بيدى طرفه واملت براسى للخارج

: الحاجات دى باعتها

ثم انقطع الكلام ..توقف عن الكلام فجأه واصابنى نسيم هب فجأه ...
احرجنى الموقف فتحدثت لانهيه
ناولنى الاكياس مسرعا وانصرف ..
عدت للداخل وانا اتذكر الحلم ...اثم هناك علاقه بينهما ..فتشت فى الكياس بحثا عن الورده الحمراء ...وضحكت من بلاهتى وحلمى العجيب ...

انشغلت جدا مع امل فى التجهيزات بالكاد كنت اذهب لعملى فى الصباح ونتبادل انا وامى اللف معها لانهاء التجهيزات والشوار
واتابع انا دهانات الاثاث مع محمود كما اتفقت مع امل مسبقا ..
وكل ما اتممت انجاز شىء افسده هو ....يختار اشياء غير التى اخترت ...ويضع اشياء فى غير ما اتفقنا ....وكانه يفعلها متعمدا ...كنت استشاط غضبا فى كل مره ....وما كاد يفعل ما يثير غضبى الا ويختفى فاصب غضبى وثورتى على خطيب امل محمود ...
اركز دائما فى عملى واى عمل يوكل الى فاتفانى لانجازه على النحو المطلوب لذلك كنت اتعصب بشدة من التغيرات التى يفعلها هو لاغاظتى ولم يكن كما رددوا جميعا انه يساعد وانه دون قصد......حدسى كان يخبرنى ان وراءه مقصد لاستفزازى ...

فى يوم زفاف امل تركتها  فى الكوافير مع بعض الصديقات وذهبت لامى لتوصيل الطعام والمشروبات لبيت العروس اوصلنا ابى ثم انشغل ولان شقة امل فى حى جديد يبعد عن اقرب وسيله موصلات بعض الامتار اقترحت امى ان اتصل بمحمود ربما لازال لديه وقت فيعيد امى للمنزل وانا للكوافير حيث امل ...
دقه ودقه ودقه مع كل رنه للهاتف .....غريبه انا مع انى ارن على هاتف محمود لكن دقات قلبى تتزايد ..... لم ادع للمتحدث فرصه وتكلمت بسرعه كآلة انسر مشين اردد ما احفظه ..جائنى الرد واقفلت الهاتف مسرعة مخافة ان افقده من كثر الدقات ...
هبطت انظر فى الشارع ابحث عن محمود وعلى اذنى هاتفى ارن عليه ربما ينتظرونى فى الشارع الاخر واعلم جيدا انه اما سياتى معه او دونه ...وقبل انا التفت ظهر امامى يفتح يديه مشيرا الى السياره ....باغته بسؤالى لاتاكد
: انت الى رديت على
فصدمنى هو بكشف المستور وقال ضاحكا : الله ...دا احنا واخدين بالنا من الصوت ....
انتبهت للهاتف بيديه ولمحت اسمى (نور اخت خطيبتى ) يومض من اتصالى فاستنتجت ما حدث وانهيت الجوله لصالحى
: لا اخدت بالى من الموبيل الى فى ايديك ...
لما اهتز كل تلك الهزات وكاننى اصابنى زلزال حين اراه ...ما كل تلك الدقات المتلاحقه ان حدثنى ....رغم استفزازه لى الا انها باتت شىء جميل يضحكنى ويترك البسمة على شفتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق