الجمعة، 10 أبريل 2015

الحلقة الثالثه



الحلقة الثالثه

محمود : ايوه يا امل جبت كل الى قلت عليه ...لا مش هينفع اجبهملك دلوقتى ..معاد الصيدليه ومش هينفع اتأخر
اشرت اليه ليركب على المقعد المجاور لمقعد السائق واقود انا ..بعد ان تعِبنا من كثرة اللف لشراء ما طلبت امل لم استطيع الانتظار دقيقه اخرى واحده حتى ينتهى من  مكالمته
انصاع لأمرى وهو يتحدث وناولنى المفتاح وركب على المقعد المجاور وهو لا زال يتحدث اليها ..
: لا يا امل مش هينفع خالص ...لما اخلص الصيدليه هوصلهملك لحد البيت ..
تدخلت لانهاء الامر : هوديهم انا ..
انهى محمود المكالمة واغلق الهاتف وهو يقول : يا باى الستات دول عليهم زن السنين
واكمل موجها حديثه الى : بس انا كده هتعبك يا مصطفى انت بتلف معايا من بدرى ...
: يا سيدى هى جات على دى ..عد الجمايل
ضحك محمود وقال : ماشى يا سيدى ادينى بعد وصلنى بقى الصيدليه وخد العربيه وديلها الحاجات بيها وخليها معاك لبكره ..
اوصلته لعمله ..وانطلقت لبيت امل بعد ان وصفه لى
لم يكن بالصعب الوصول اليه ..فى هذا الحى الراقى لا تتشابه البيوت فكل بنايه تتفرد فى شكلها عن الأخريات وكانهن فى منافسه لأجمل بنايه فى المنطقه ..يظهر على المكان انه حديث عهدٍ نوعاً ما فكل عمارت الشارع جديده زاهيه الوانها لم يعبث بها الزمن ولا تقلبات الطقس ولم تغبرها الاتربه .
صعدت السلالم وتوقفت عند الطابق الثالث كما وصف محمود وعند الشقه اليمنى رأيت اللافته المطبوع عليها اسم والدها وعمله - حسن الاحمدى مأمور ضرائب .
طرقت الجرس وانتظرت اقف على الدرجه الاولى بعد الباب بسنتيميترات حتى لا اجرح من بالداخل اذا فتح الباب
انتظرت قليلا وطرقت الجرس للمره الثانيه
: مين ؟؟
هكذا اتانى صوتٌ من خلف الباب
فاجبت : محمود باعت الحاجات دى للدكتوره امل ..هى موجوده ..
: لا مش موجوده ...ثوانى
انتظرت الثوانى حتى يفتح الباب ...يبدو ان من قالت ذهبت لترتدى حجابا لتفتح الباب
فُتح الباب ..كنت انظر للاكياس وانا اقول : الحاجات دى باعتها .....رفعت رأسى ..ثم توقف لسانى فجأه وهربت منى كل الكلمات وضاعت الحروف وتبعثرت على لسانى ..وتوقف كل شىء من حولى الزمن والهواء وانفاسى وجفنى الذى لم يرتد ليرمش فتوقف فى الاعلى مفتوحاً لأخره واظن انه ليس وحده من لم يرتد الىّ من حينها ....
كانت تقف خلف الباب ممسكه اياه بيديها تميل براسها لليسار وتختبأ خلفه تنتظرنى اكمل ..فلم اكمل
فتحدثت هى لتنهى ذلك الحرج ..
: ايوه ؟
للاسف لم تجد منى اجابه ايضا غير تلك الوقفه البلهاء وكأنى تمثال حجرى ...
فأردفت : حضرتك بتقول معاك حاجات لامل
نظرت للاكياس بيدى وكانى انتبهت فجأه لما انا هنا
مددت يدى وانا انظر للارض ..اخذت الاكياس وقالت بصوت يكاد يسمع من فرض الحرج
شكراً..
استدرت ونزلت السُلم اوبخ نفسى على ما حدث - اين غض البصر –فان كانت لى الاولى فليست لى الثانيه
" يا على لا تتبع النظره النظره فإن لك الاولى وليست لك الاخرة "
استغفرت طول الطريق وكلما تذكرت تبسمت ..لا اعلم سر هذه الابتسامه ...ثَمّ هناك نور قفز من وجهها الى داخلى فسكن فيه ..
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ،  قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُّبّ حتى لا حَرَاكَ بهِ،  و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركانا
فى نفس الاسبوع كنت اقف على رأس العمال وهم ينصبون الغرف فى شقة محمود ..بعد قليل اتت امل ووالدتها يحملان اطعمه ومياه غازيه للعمال ..القيت السلام وتعرفت عليهم فكنت انتظرهم كما اخبرنى محمود من عمله وكانت هى الاولى التى اتعرف عليهم مباشرة غير احاديث محمود عنهم ...اتجهت امل توجه احد العمال لنصب هذه القطعه هنا وتلك هناك ...لم تكن معهم ..حمدت الله فكيف لى ان أواجهها بعد الاحراج الذى سببته لها بتحديقى فيها ..
كنت اقف مع النجار فى المطبخ الذى يركب قطع المطبخ ..وكان قد انصرف معظم العمال بعد ان انتهو من تركيب ورص قطع الاثاث وتبقى المطبخ
تسرب الى صوت حوار علمت منه انها حضرت للتو
دقائق وسمعتها تنادى على امل وتقول
: امل ليه خلتيهم يحطوا البوفيه هنا
امل باستغراب : مش فاكره يا نور ..بس مكانه مش بطال 
نور : لا مكانه مش حلو خالص ..امال مين يعنى الى قالهم يحطوه هنا
: انااا .....
اجبتها على سؤالها لامل ..وكنت قد خرجت من المطبخ على صوت مناداتها لامل و كنت اقف خلفهما فلم يلحظا وجودى
التفتا الى ورغم اندهاشها من وجودى الا انها قالت بنبرة حاده
:مين حضرتك ؟! ..ثم اكملت وهى ترفع اصبعها فى اتجاهى ....مش انت ..الى جبت الحاجات من يومين
تطلع مين بقى حضرتك وبتعمل ايه هنا ؟؟!!!!
امل : دا يبقى ابن عمة محمود بشمهندس مصطفى يانور
استفذنى اسلوبها ....فتحدثت باسلو مشابه لاسلوبها وطريقة كلامها ..
انا مصطفى ..وانا الى قلتلهم يحطوا البوفيه هنا ...
قبل ان انصرف متجها الى المطبخ ..التفت اليها مجددا واستطردت : وعلى فكره هو تقيل اوى وتعب العمال جدا  لو حابة تغيرى مكانه ...شيليه انت لوحدك ..
تركتها ودخلت اتابع عمل النجار فى المطبخ دون ان انتظر ردها او ارى ردة فعلها ..
ومن هنا بدأت الحرب .......لا تندهشوا ......فما حدث بعدها كان يشبه الحرب المستعره .


































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق