الخميس، 9 أبريل 2015

الحلقة الثانيه



هبطت الطائرة ارض الوطن...الوطن الذي غاب عنى بغيابها
...ومع أول قدم أضعها على ترابه....شعرت بريح طيبه ...نسمه صافيه أنعشت نفسي واصابتنى بارتياح انشرح له صدري ..وتبسم ثغري ......
ربما هو الدفء ...دفء الأهل والأحباب ...ربما الحنين إلى الأحضان أولها حضن امى وآخى وصديقي وحضن تراب يضم رفات حبيبتي
استقبلني صديقي محمود بابتسامته التي أفضلها ..وبحضن فاضت معه الذكريات... كل الذكريات  في ثواني معدودة
ظللنا نتسامر طول الطريق من المطار حتى منزل أمي .. اضحك على نكاته ويضحك على قفشاتى في لحظه ظننت إننا في الماضي ولم تعدو السنون بنا وتفرقنا ..وتفعل بنا ما تفعل ...حيث كنا معا ولم نفترق يوما
اعادنى صوته إلى الحاضر ..السيارة التي يقودها واجلس بجواره بها ...
: تغيرت...
أنا باندهاش: ازاى ؟
محمود: مش عارف...بس أنت أحسن بكثير من قبل السفر ...لا ..دا أنت أحسن حتى من مكالمة أمبارح ..

بهدؤ وانشراح صدر لا اعلم سببه أجبته :
تصدقني لو قلتلك أنا نفسي مش عارف ...
أكملت في شرود : ...بس حاسس بفرق ..
محمود : الحمد لله ...الحمد لله انك رجعت
قالها محمود وهو ينقل بصره بين الطريق وبيني مبتسما
قلت بخبث : عشان الفرح .
محمود: لا عشان رجعت زى الأول..
عبست فجأة ...لا اعلم لما اغضبتنى كلمة محمود ...أم لأنه اعادنى في لحظه للخلف .....تذكرت نفسي قبل رحيلها ..وتذكرت رحيلها وحالي من بعدها ...
أخرجت من جيبي سنسال بدلايه بشكل قلب في أخره فيونكه معلقه ...كانت هديتي لها في ذكرى يوم ميلادها الأول بعد زواجنا
اذكر تعليقها عليها جيدا ...بعد أن رأتها ابتسمت وقبلتني وهمست في اذنى ...بحبك
ابتعدت قليلا وقالت بخبث وهى تنظر لها بين يديها ::وإيه بقى الفيونكه المتشعلقه فيها دى
قلتها لها مداعبا : دا أنا إلى متشعلق بقلبك ...امسكى فيها اوعى تسيبيها ...لأضيع من غيرك ..
ضغطت عليها بقبضتي وقربتها من قلبي المتعب دون صاحبتها ..
عدت لأحضان امى العزيزة ...وحنان آخى الأكبر الذي عوضني به الله عن فقد أبى ..
عدت اغترف الحب وانهل منه من عينيهما...التمس الدفء في كل كلمة وحركه وهمسه ..في كل ضحكه أو ابتسامه تنبئني عما يودان قوله ويخافان اغضابى ..لا تسافر ...ابق معنا
عدت ...وعادت بعض روحي إلى ...فبصرت ما لم أبصره من قبل ...
أن للقلب غرف ...لا يسكنها الحبيب كلها بل يفوز بـأغلاها وأعلاها والمميز منها ..غرفه  أميرة القصر في أعلى القصر ...لا يجرؤ على تلك المكانة إلا هي أميرته , ملكة هواه ...أما باقي الغرف يقطنها الأحباب من تعلو منزلتهم وتتمايز عن العوام من البشر
ويتجاوز العدد على مقدار ما رزقت به من حب هؤلاء ممن يهبون لغيرهم الحياة والحب دون شروط ودون مقابل حتى وان قابلناهم بالبعد والجفاء
أعادت لي مشاعر امى وآخى وصديقي محمود الحياة في القلب الميت من جديد ...عمّروا الغرف المظلمة ..تعالت الأصوات من جنباته بفيض مشاعرهم وحبهم لي ..
قررت أن أسدد الدين أن افتح الأبواب  على مصراعيها .....إلا بابها...موصد منذ تركته وأخذت معها مفتاحه...
وأبت نفسي محاولة فتحه باى مفتاح أخر ...أو حتى الاقتراب منه ....فتركته على حاله ...أهفو إليه كل فتره....
واستعددت لاستقبال وإرسال الود والمشاعر الطيبة مع الآخرين واخصهم حامى التي لم تفارقها البسمة منذ عودتي ...
فقابلت سعادتهم بى وحفاوتهم ...بحسن تواجد ومؤانسه ....جلست في  خدمة امى  طالما كنت في المنزل ...وأكثرت من زيارة آخى والجلوس بين أولاده ...سعيت لاجتماعنا أنا وامى وآخى وزوجته وأولاده كلما سنحت الفرصة لتوطيد علاقتنا الاسريه من جديد .
لم انسي بالطبع صديقي العريس .....وانشغاله الذي بدأ يزداد وازداد معه توتره وقلقه ..بسبب شقته التي لم ينتهي من إعدادها وبعض الأثاث الذي لم يشتريه بعد أو ينتهي منه النجار أو الاستورجى ....وعمله ...وخطيبته التي كان ينزل معها وأمها في كثير من الأوقات لشراء واستكمال ما ينقص....حاولت التخفيف عنه وعرضت عليه أن أتابع له ما يلزم بما أنى في أجازه ويلتفت هو إلى عمله الذي كان يتغيب عنه كثيرا تلك الأثناء...
في شقته تابعت أخر عمل ديكور تم فيها وانصرف العمال ومهندس الديكور واتصلت به فأتى فورا ليتمم على كل شيء.....
: كده تمام أوى يا محمود نقدر نجيب العفش يترص
محمود: لا استني لما تيجى أمل ونور يشوفوا إيه إلى ناقص...
انا لمحمود ...ماشى هتشفها لما نرص العفش ...
محمود نافيا... لا لا نور تشوفها الاول ولو قالت اوكيه نجيب العمال يجيبوا العفش...
انا: انا عن نفسي شايفها 10 على 10 ...انت شايف حاجه ناقصه...
محمود: نور اكيد لها راى تانى
انا: خطيبتك دى عجيبة..إيه إلى ممكن يكون ناقص يعنى ..
التفت إلى محمود وقال : نور مش خطيبتي ....نور تبقى أخت أمل خطيبتي...
باستغراب نظرت إليه ...فأكمل ليذيل عنى هذه الدهشة...
: أمل ما بيفرقش معاها لون الحيطة ازرق ولا اخضر...ولا الحيطه دى ورق حائط ولا دهان ...امل بتغرق في التفاصيل ما بتعرفش تطلع منها ...وانت عارفنى ماليش في الفن والالوان والكلام من ده ...عشان كده نور هى إلى متولية الامر...
سالته: هى مهندسه ديكور ؟
وقبل أن يجيبني أجاب المتصل على الجانب الأخر من الهاتف ...ولأنها كانت خطيبته ..تركني في الريسبشن ودخل الشرفة
أخذت أتجول في الشقة متفحصا كل شيء لعلى أجد ذوقا رفيعا مميزا لشخص متسلط ...
نعم تصورتها هكذا ..شخصية قوية متسلطة تتدخل في حياة الآخرين ...حتى ألوان غرفة نوم أختها العروس .
أقفلت الأنوار من لوحة الكهربا أول الشقة وأقفلت الباب بمفتاحه الالكتروني ..ودلفت إلى المصعد حيث كان ينتظرني محمود وهو مازال يحدث خطيبته ويعلمها بأخر تطورات الشقة والأثاث ... 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق