الأربعاء، 15 أبريل 2015

الحلقه الخامسه

الحلقة الخامسه

امام مركز العناية والتجميل اصطففنا بإسطول سيارات امام البوابه الحديده الكبيرة المزدانه بالاضواء واللافته الكبيره لا سم المركز

ترى هل حقا يُحدث تغير ؟؟ هل حقا يصنع من القبيحات جميلات ؟؟ ولما يأتين الجميلات ؟؟  أليزدادن جمالاً فوق جمالهن ؟

ام انه الحسن الربانى الذى يهبه الله للعروس فى ليله كهذه ....ولماذا يبالغن  الفتايات فى التزين فى الافراح مادمن لسن هن العروس وفى افراح كلها اختلاط ..

هل تعتقد الفتاه انها ستفوز بقلب رجل بهكذا زينه فى مثل هذه المناسبات ..

لن يحظين باكثر من نظرات ملتهمه ..مهما كان هذا الشاب غير ملتزم او متدين فعند تفكيره فى الارتباط لن يرضى الا بمن تحفظه وتصونه فلا يرى جمالها الا هو ولا يظهر جمالها الا له ....

خرجت من افكارى هذه على صوت محمود يطلب منى بوكيه الورد الذى اوصى عليه  البارحه واحضرته بعد كتب الكتاب ..اعطيته اياه وبقيت فى يدى وردة حمراء متفتحه جذبتنى اليها من بين مثيلاتها فكانت احلاهم رغم تشابه الوانهم اشتريتها وانا احضر البوكيه ..

تعالت الاصوات بالزغاريد والسيارات بالزمامير حين خرج محمود وفى يده عروسته ..

ظهرت خلفهم ..حين تقدموا ناحية السياره المزدانه بالورود والازهار والالوان

ظهرت كالبدر ليلة التمام ..ورغم نقاء وجهها من اى مساحيق بدت أكثر فتوناً وكانها هى العروس ...ظهرت بفستانها الذهبى فى الاسود وحجابها الذهبى الذى اعطى وجهها ضى زاده جمالا فوق جماله ...

بالكاد ابعدت بصرى عنها ...وركبت سيارتى وركبت معى امى وخالتى ..

راقبتها فى المراه تساعد العروس فى ركوب السياره بفستانها الابيض الواسع ...ثم ركبت سيارة والدها خلف امها .. تتابع سيارة العروسه وتتحدث مع امها قليلا وتضحك ...فتأسرنى اكثر ....

انطلق الموكب فى بطىء واصوات مزاميرالسيارات تعلن عن مرور موكب العروسين ...وكلما اقتربت منها ..جذبتنى اليها بشده فلا املك نفسى الا وقد تعلق بصرى هناك ...انتزع نفسى منها بصعوبه ..

وصلنا القاعه ...وبدأ الفرح ....

كنت اقف مع بعض الاصدقاء ..ورغم انى لم ارهم من مده وكان بيننا الكثير لنحكيه ..فقد كنت معهم ولست معهم ...هناك ..اتتبعها بعينى وقلبى

تتنقل بين المدعوين كفراشه بين الزهور فى فصل الربيع ...تسلم هنا ...وتقف هنا ...تقف بجانب اختها قليلا ..تسر اليها بشىء ..فتضحكان ..

فاتمنى ان كنت هذا السر فاحظى بتلك الضحكه ...

ثم تنزل بين المدعوين من جديد ....انظر حولى فاجد بعض الاعين تتبعها مثلى ..

وبعض الرقاب ..تتلوى خلفها كلما راحت او جاءت

مشاعر مختلطه تزورنى وتذهب وتزورنى وتذهب ...

ومشاعر اعرفها جيدا اشعلت داخلى ..وكانها البركان ...مشاعر غيره وانا ارى بعض الشباب ينظرون اليها كلما جاءت او راحت ..رغم التزامها بحجابها الا ان وجهها يشع نور دون تكلف

ذهبت اليها مغتاظاً يكاد قلبى يتمزق من فرط غيرتى ويتطاير الشرار من عينى ...طلبت منها التحدث بالخارج قليلا ..سبقتها ولحقتنى

: هو انت هتفضلى رايحه جايه نازله طالعه كده طول الفرح ؟

نور : نعم ...ويخصك فى ايه؟ افضل طالعه نازله ولا اقعد فى مكان لاخر الفرح

انا : انت بقى مبسوطه والشباب عينهم عليكم رايحه جايه ؟

وهنا اشتعل الفتيل ..تقطب جبينها وانفعلت من كلامى

وردت : لحد كده وكفايه ...مش هسمحلك بكلمة زياده ...انت عايز منى ايه بالضبط

من يوم ما رجعت وانت حاططنى فى دماغك ...بتعكنن عليا فى كل حاجه بعملها ...بتقول عليا متسلطه وبتدخل فى شئون غيرى ...

وجاى تقول دلوقتى كلام فارغ ....

ياريت تقولى دلوقتى حالا ..انت عايز منى ايه ...وليه حاططنى فى دماغك ...

هزنى سؤالها ... ووصلنى منه شعور جعلنى ابتسم وانظر للوردة بين يدى

شعور يحثنى على القرب ..على ان افصح عن مكنون قلبى ومشاعرى ...شعور يدفعنى لاعترف ..لاعترف لها بحبى منذ ان رايتها على باب منزلها ...

مددت يدى بالورده بعد ان قربتها من وجههى ابثها ما اود قوله ويعجز لسانى عنه

لم تتحير هذه المره من فعلتى ككل مره بل تبدلت معالم وجهها تماما انفرجت تقطيبة الحاجبين ..وارتخت عضلات وجهها التى شُدت من عصبيتها وغضبها من كلامى .. ابتسمت فى خجل واستقبلت الورده بكفها ....

هب اعصار كاعصار تسونامى ..دمر كل شىء ...اقتلع البذره قبل ان ارويها ....

رتبت على ظهرى سيده فى الستين من العمر التفت اليها فسلمت على بحفاوه

: ازيك يا مصطفى عامل ايه ..انت مش فاكرنى ؟

اجبتها فى تعجب فلا اذكرها فعلا : مش واخد بالى

السيده : انا طنط اكرام ... بنت عم باباك الله يرحمه ..

لم اتذكر الشكل لكنى بالكاد تذكرت الاسم وكنت اعلم انها سافرت  لامريكا لابنتها هناك ..

: حضرتك كنت مسافره مش كده.. رجعت امتى ..

السيده : ايوه سافرت بعد فرحك على طول ...الا هى فين مراتك

ثم التفتت الى نور واردفت : هى دى ..هى  شكلها اتغير شويه يا مصطفى ؟؟

استقبلت نور الخبر واختفت فجأه ...كنت سأخبرها ..لم اكن اود ان تعلم بهذه الطريقه ..كنت ساحكى لها عن كل شىء ..عن المى وعذابى بعد وفات زوجتى عن حياتى التى كانت تفتقد كل الوان الحياه حتى ظهرت ...عن العتمه التى كنت اضع نفسى بها حتى اضاءت كل الانوار وغمرنى نورها ...فبثت فى الحياه من جديد ....

لم تنتظر نور لاخبرها ...ذهبت مسرعه منكسره من نصف الخبر ...

بحثت عنها فى كل الفرح فلم افلح ...انتهى الفرح ...وانسحبت منه ولم ارها

انشغل بالى عليها كثيرا لم ارها من الفرح وقد مر 3 ايام وفقدت سبيلى فى لقياها فسافر محمود وامل لقضاء شهر العسل ...

انتهت اجازتى وحان موعد سفرى  ....حجزت التذكر هوانا مستاء كم وددت لو شرحت لها ..لو حدثتها عن مكنون مشاعرى حتى وان لم تقبل بى

بالتأكيد لن تقبل ..لما تقبل بمثلى وكانت لى حياة اولى .. وهى ليست الاولى فى حياتى ...يليق بها من تكون هى نوره وحياته الاولى والاخيره ...

اتى يوم رحيلى وقبل معاد الطائره استئذنت اخى فى مشوار قبل ان يوصلنى للمطار

ذهبت الى منزلها وتحت شرفتها ظللت واقفاً انظر اليها ربما تظهر فأراها اخر مرة قبل الرحيل ..

عللى اتزود بنورهاعلى غربتى ..تذكرت وجهها وهى تبتسم وتاخذ الورده كم كان القرب جميل ..فهل لى وصال من جديد

لمحت حركة خاطفة فى شرفتها وكان هناك من رانى فانصرف بسرعه حتى لا اره ..كأن احدهم لا يرغب فى رؤيتى  ..


لولا رنين امى واخى المتواصل لما تحركت قبل ان اراها ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق