الأربعاء، 15 أبريل 2015

الحلقة الرابعه

الحلقة الرابعه
تقابلنا كثيرا هذه الفتره بحكم قربى من محمود وكونها اخت العروس ...وفى كل مره كنت اتعمد استفزازها بشىء مختلف ...افسد دائما ما تخطط له ...تغضب ..وتثور
واحياناً تتشاجر معى ان قابلتها فى طريقها وهى غاضبه ...
اشعر بحماسة شديده  وشغف لاثارتها واستفزازاها اكثر ..ويقف دائما لتسوية النزاع القائم بينى وبينها تارة محمود واخرى اختها وفى احيان هما معا ...وقد تنضم اليهم والدتهم ..وفى كل مره اضايقها فيها تصيبنى نشوة وفرح غير عاديين فأعود الى بيتى مُنتشياً مسروراً بشعور شهريار الذى امر لتوه بقطع رقبة احدى الجوارى ...ثم انام بعدها ليلة هادئه ..على الاقل بالنسبة لى ..متقدة بلهيب الاستغراب والاندهاش والثورة والغضب على الجانب الاخر .. ليلة انتظر فيها سماع دوى الانفجار الذى اشعلت فتيله من قليل ...اسمع رنين الهاتف كما انتظر .. وارد كما ارسم  واسمع على الجانب الاخر محمود وهو يعاتبنى على فعلتى ويحكى عن ثورتها وغضبها الذى ظل يمحو اثاره طول زيارته لمخطوبته ..وكيف انى بذلك افسدت عليه لقائه بمحبوبته ..
اهدئ من غضبه واعده ككل مره انى سأحل الامر ..وانى لن اضايقها ثانيةً.


بدات افهمها ...متى تغضب ...متى تثور ...وما يستفزها وما يفرحها وينهى على ذاك الغضب فى لحظه ...كالنمره ..صعبة المراس ...عنيده ...لا تيأس بسهوله ....ولا تنكسر ...مثابرة لاقصى حد ...وانا ..صيادٌ ماهر ...اوقعها فى افخاخى  ...واعدوا بعيدا اختبأ ..لاسعد برؤيتها فى شباكى .. ..احيانا تقع ..وكثيرا ما تنجوا بصبرها ومثابرتها على انجاز ما تبدأ .. يوما سعيد ..يوم الميثاق الغليظ الذي سيقطعه على نفسه محمود العزيز
حياة جديده ..بكل امل ومع امل عروسه ينتظرها ...مهما وصفت صديقى هذا اليوم لن تسعفنى كل الكلمات على وصف سعادته ...فى ليلة العرس اوصانى صديقى قبل ان انام ان ادعو له بالتمام والهناء
وقبل الفجر استيقظت على همهات دعائه فى السجود بان يبارك له الله فى زوجه ويرزقه منها البنين الصالحين
بت معه الليله بعد السهر مع الاصدقاء والاقارب فيما يسمونها بيوم الحنه عند البنات
وعلى الرغم من التعب يبدوا انه لم يستطيع النوم فاخذ يصلى ..على عكسى تماما
ما كنت اضع راسى على وسادتى ..واستدعى اخر موقف حدث معها ..فتقفز ابتسامتى الى محياى ..واغطّ فى نوم عميق .حتى استيقظت على همهاته تلك ...نام محمود بعد ان صلينا الفجر فى المسجد المجاور لمنزله ..حاولت ان استلقى مجددا فوجدت بجانبى هاتف محمود ...شيئا ما جعلنى اعبث به بحثاً عنه ..رقمها بالتاكيد ..حتى وجدته ..وقد سهّل علىّ محمود الامر بان اسماها " نور اخت خطيبتى "
وبحركه تلقائية ارسلته لنفسى عبر الواتس
ايقظتنى زوجة خالى ..فلم اجد محمود نائما بل كان فى الشرفه يتحدث الى خطيبته فى الهاتف بالتاكيد ...لا يصطبران على بعض الوقت دون حديث او رسائل ماسنجر او واتس ..حتى هذا اليوم الذى سيجتمعان فيه بعد سويعات ...فيصيران زوج وزوجه حبيب وحبيبه ...تجاوزنا الظهر بساعه وانا مشغول اقصد مسحول ..فى اطعام المدعوين
كانت الاولى التى اعلم ان هذا التقليد انما سنه عن النبى صلى الله عليه وسلم تسمى وليمة الفرح ..وصديقى العريس طبعا مشغول فى عروسه فقط يسلم على الاهل والاصحاب قبل ان اصطحبهم لمكان الطعام واعود بهم لاصطحب اخرين ...صليت العصر وجلست التقط انفاسى وحمدت الله ان هناك من اخذ مكانى من شباب العائله الاصغر سنا واكثر رشاقه واصبر على مثل هذا العمل ..اصطحبت محمود الى صالون تجميل رجالى ليتهيىء ..فاليوم يومه والليله ليلته كما يقولون
سألنى محمود وهو يبحث عن شيئا فى جيبه ..: مصطفى مشفتش موبيلى
اجبته : كان معاك فى العربيه .

محمود : يبقى اكيد نسسيته فيها ..روح هاتهولى زمان امل بترن عليا ..

امسكت بمفاتيح السياره وانا اتباطىء :  هروح اشوفه فيها وبعدين يعنى اكيد ملحقتش تقلق عليك فى الربع ساعه دى وبعدين مش هى فى الكوافير بردو ولا ايه ..محمود : يا عم روح بقى وبطل رغى
عندما اقتربت من السياره رأيت وميضه يبدوا انها قلقت كما قال محمود ..التقطته من فوق تابلوه السياره وقد انتهى المتصل من الرنين ..وقبل ان اغلق باب السياره ..رن مجدداً خفق قلبى بشدة ..وسرت رعشه خفيفه فى جسدى وانا انظر لاسم المتصل ..سحبت باصبعى ففتح الخط ...جائنى صوتها اندى وارق مما عرفت ..فزادت قلبى خفقاته ..رغم حديثها السريع والجاد ..مما لم يجعلها تميز اختلاف الصوت ..قالت : دكتور محمود لو لسه عندك وقت ممكن تعدى تاخدنى انا وماما من الشقه
بابا وصلنا جِبنا الاكل والطلبات ومش هيعرف يرجع ياخدنا ..اجبتها دون تفكير : مفيش مشكله ..انا جاى
انطلقت بالسياره دون تردد ..وصلت الى العنوان الجديد الذى سيسكن فيه محمود .وجدت والدتها تقف بانتظارى ..لم تكن بانتظارى انا بالطبع كانت بانتظار محمود على اساس اتصال نور ...

سالتنى :فين محمود اجبتها انه عند الحلاق ..ركبنا السياره فى انتظار نور ..دقائق وظهرت من باب العماره نظرت تبحث عن سيارة محمود ..وابتعدت بعض الخطوات تبحث وهى ترفع هاتفها على اذنها
توجهت اليها واشرت الى سيارتى  : اتفضلى ..

نظرت الى السياره ورمقتنى بنظرة استغراب :انت الى رديت عليا ؟
اجبتها مبتسما: الله .. دا احنا واخدين بالنا من الصوت ..

اجابت ساخره : لا اخدت بالى من الموبيل الى فى ايدك ..نظرت الى يدى فوجدت هاتف محمود الذى يظهر اسمها كمتصل ...

فهو الهاتف الذى كانت تتصل به تبحث عن صاحبه فى سياره ينتظرها ووالدتها كما طلبت منه ..فلم تجد غيرى امامها ..ركبت خلفى وركبت والدتها فى المقعد المجاور ..لم تتفوه بكلمة غير عنوان مركز التجميل الذى اوصلتها اليه ثم اوصلت والدتها بعد ذلك للمنزل ..فى صالون الحلاقه كان ينتظرنى محمود بكل ما تتخيلونه من اسائله واستفسارات عن سبب تاخرى واين ذهبت ولماذا لم اعد اليه الهاتف ...لم ينقذنى من كل ذلك سوى اتصاله بامل ...    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق