الجمعة، 29 يوليو 2016

24



كان يجلس على اريكة خشبيه امام المياه على الكورنيش يتذكر يوم ذهب الى ماجد المشفى بعد انقاذها من الموت ...
وكيف اتت الى منزلهم وعالمهم وعالمه هو وكيف اقتحمت اوصاله وغزت روحه واستقرت فى منزلهم ....لما هم تحديدا ..لما لم ينقذها سوى ماجد ...لما شغلته وانشغل بها هكذا ....ولما.. ككل مرة أتى متأخرا ...لما تتشبث قدماه بالارض دون حراك فلا يخطوا خطوات صحيحه فى طريق حبه ...تنهد بحسرة ورفع يده بحصى صغيره ورمى بها على طول ذراعه فلم تحدث اى اهتزازات وكأن المياه تسخر منه فلا وقع هزات الا فى قلبك انت ..انت وحدك من تهتز الما على فقدانها  ...وها هى قد تمت خطبتها على مالك الاسبوع الماضى ...ترك يومها المنزل بعذر ان لدية جرد فى الصيدلية ثم فى اليوم التالى سافر بعدا عنها وبعدا بقلبه المشتعل ...حتى يهدأ او ينطفىء ...لكنه يعلم انه مهما طال بعده عنها.. فحتما سيعود بقلبه المشتعل والمحروق ألما من انقطاع الامل ...

حاولت هى إستبداله فى تفكيرها بمالك وتحييد مشاعرها جانبا فهى لم تكن تعلم حقيفة مشاعرها تجاه ايمن ولا حقيقة مشاعره ايضا ...حاولت الحكم على مالك بعقلها لا بقلبها ...كان طيب النفس ..حلو الحديث ..
احيانا تظن نفسها فى احد مرات تدريبه وتعليمه لها فى مركز الترجمه ثم تبتسم حين تتذكر انه فى منزل الحاج عبد الرحمن يجلس معها خاطب لها ..
تبتسم وتطرق خجلا ان اتى الحديث عن مستقبلهما وبيتهما وابنائه الذين سينجبهم منها ...
إلا ان الحديث يصيبها بأرق حين يلمح فيه مالك عن وجودها فى منزل الحاج عبد الرحمن ووجود ايمن وياسر به
حين ذكر ذلك اول مره اعتذر لها عنه لما المها من حزن لفقدها ذاكرتها وبيتها وحياتها السابقه ...لكنه ما يلبث الا ان يذكره بين الفينة والاخرى طالبا منها على خجل ان تترك المنزل لفندق او بيت مغتربات حتى يتزوجا ...
ثم يتبع حديثه برجاء ان تعجل الزفاف ...
يعجبها اهتمامه واستعجاله الزواج منها لكن يؤلمها فقدها لأهلها وحياتها السابقه لربما فرحت والدتها بخطبتها او لربما لم يوافقا عليه او ربما كانت فى الاصل خطيبة لاحدهم ..او زوجة...ثم تتفاقم الاسئلة فى رأسها .... لما لم يبحث عنها ...الم يكن يحبها...او ربما كانت مغصوبة على امر زواج فلذا قررت الانتحار....هز رأسها الصداع ثانية ..ونامت ككل مره تؤلمها بها رأسها فتنام عقبها كثيرا ..كان يتضجر مالك من ذلك ظنا منه انها تتهرب من مهاتفته او استقباله ..

خرجت ذات مساء من غرفتها على اثر اصوات بالخارج فكانوا جميهم امام الحاسب المحمول وتظهر من خلاله صورة ماجد وصوته يأتى متقطعا تارة وتارة سلس فيضحك الجميع على دعاباته ونكاته عن شعب امريكا ..
جلست على الكرسى مبتسمه لحوارهم ...يخفق قلبها بحنين اليه ..ذلك الاخ والصديق ..
ادار ياسر الجهاز اليها حين سألهم عنها ماجد
وقالت امه لها
ماجد يسأل عنك يا سارة
التفتت الى الحاسوب فظهرت فى الكاميرا فرأها فقال بصوت عالى
سارة الجميله ...كيف حالك طمأنينى ..
اجابته اخيرا
بخير يا ماجد كيف حالك انت
- اتعلمين اتذكرك كل يوم ..لدى زميله تشبهك كثيرا ..واخبرها بذلك دائما ..
واخذ يقص عليها بعض المواقف التى قابلته فى اول تواجده هناك ...
على المقعد المقابل كان يجلس ايمن مطرق الرأس ...لا يرفعه ..ولا يحق له ان يرفعه ..لكنه مستمتع بالحضور ..يشعر بدفء المكان ...سرعان ما احس بغصه حين اجابت ماجد عن سؤاله عن مالك وامر خطبتها الذى تم بعد سفره ....بإجابه قصيرة ومقتضبة قالت : ليس بعد
حين كان سؤاله
: هل حددتم معادالزفاف ؟
حاول التماسك اكثر من ذلك امامهم لكنه فى النهاية لم يفلح فأنتبه الجميع واولهم سارة على صوت غلق باب المنزل ..
لازالت تشعر بشىء لكن لا تعلم ماهو فنفضته سريعاً واعادت وجه الحاسوب الى ام ايمن وقامت الى غرفتها ...
تدون فى مفكرتها كما اعتادت فى الفترة الاخيرة ان تدون كل شىء عنها ...كل ما استحسنت شيئا دونته ...كلما احبت شيئا دونته ..لربما استفادت فيما بعد ذلك ..

فى نهار احد الايام على مائدة الغداء فى احد المطاعم فى الوسط المدينه دعا مالك سارة والحاج عبد الرحمن وام ايمن اليها ..لمد جسور الود مع خطيبته واهلها او من يقومون برعايتها كأهلها ...لربما رضيت عنه وعاملته بلطف اكثر ورضيت بتعجيل الامر ..ليكون الشهر القادم ..فوجئت من طلبه الذى قدمه للحاج عبد الرحمن دون الرجوع اليها ومشاورتها ...فأهتزت كاسة العصير من يدها فانسكب على طرف حجابها بعض منه

استئذنت لدخول الحمام لتذيل اثاره وتتخلص من نوبة غضب اصابتها من وقع حديثه المفاجىء لها...حاولت بمنديل ورقى تدارك الامر فلم يفلح الامر بحركات اكثر عصبية جذبته فأنفك حجابها وانسدل من تحته شعرها البنى ..فنفثت فى ضيق وجعلت ترمم ما حصل خلعت الحجاب وازالت اثار العصير ببضع قطرات من المياه وربطت شعرها جيدا حتى لا ينسدل منه ثانيا ...وحين اعادت نظرها للمرآه...رات تلك السيدة الشابة التى تحمل طفلا رضيعا وتنظر اليها بتمعن ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق