الأربعاء، 13 يوليو 2016

كما انا 23

بصوت خفيض قالت ام ايمن وهى تسير خلف زوجها بعدما اغلقت باب غرفة سارة ..
- ستتصل به لتخبره ؟!
- نعم سأفعل لكن غدا بإذن الله فالوقت تأخر
كان الصوت ينخفض اكثر فاكثر حتى اختفى معهما خلف باب غرفتهما ..
اغلقت الباب وتنهدت وجلست على حافة السرير ..فقال عبد الرحمن وهو يرتدى عباءة النوم
- اعلم ما تفكرين به
- الم تكن تفكر بذات الأمر انت ايضا .
اسند ظهره على الوساده وأسند ذراعه على جبينه وقال
- النصيب
فقالت
الفتاه جميله ومهذبة ويبدو انها من بيت طيب ...
- ولا نعلم عنها شىء ...انسيتى هذا ..دعيها تتزوج ويحمل همها رجل يحبها ويحميها .. قال هذا وهو يخفى نصف وجهه الاعلى بذراعه .
- لقد مر ثمانى اشهر ولم تتذكر شيئا ولم يسأل عنها أحد
ثم اكملت
الم تقل لى هى أمانه عندنا حتى تتذكر او تعرف طريق اهلها ..
- ها أكملى ..او تتزوج ..ألم أقل ذلك ايضا  ..
لم لا يخطبها ايمن ...سألته بإستعجاب وسكتت قليلا ...ثم اكملت وكأنها تحدث نفسها قبل ان تحدثه
- كنت اظن ان ماجد هو من سيفعل
فقال : ألأنه انقذها ..اعتقدت انه يحبها
نظرت اليه نظرة ماكرة وقالت
لكنك تعلم من الذى يحبها ..
عدل من نومته ووضع يده تحت خده الايمن ووالاها ظهره
وقال فى سره
نعم اعلم وإن لم يتعلم هو كيف يدافع عن حبه للمرة الثانية ..فسيكون الدرس اصعب هذه المره ..

مشط ماجد شعره امام المرآه يستعد للنزول لعمله ..اخر يوم يقضيه فيه فقد حدد موعد السفر ..
كان ايمن قد استيقظ ايضا ..
- ماجد ...لا تنسى ان تصطحب سارة للطبيب ..موعدها الاسبوع القادم وستكون انت قد سافرت ...
نظر اليه ماجد باستعجاب وقال ...غريب انت يا رجل ..تهتم بها كل ذاك الاهتمام ثم تتركها لغيرك هكذا ببساطه
تركه ماجد وانصرف لانه يعلم انه لن يجد اجابه وحتى ان وجد فالوقت قد تأخر ...

حدد خالد مع أهل يمنى يوم للخطبة على ان يكون العقد والزفاف معا بعد شهر منها ..
دخلت سارة بعد ان فتحت لها أم على الباب طرقت الباب لغرفة يمنى ودخلت بعد ان سمعت صوت يمنى يخبرها بالدخول ..
مبارك يا يمنى ...مبارك يا حبيبتى
خرجت يارا بمجرد دخولها الغرفه ..فنظرت سارة ليمنى مستفهمه ..
فقالت : لا تبالى يا سارة ..اعصابها تالفه من سفر ماجد
قالت سارة بأسى : هل تعلم ...ان موعد سفره الخميس القادم ..
قالت يمنى مندهشه انه يوم خطبتى ...ثم أتبعت بتفهم اكثر ..لذلك تبدوا مستائه اكثر اليوم
قالت سارة : دبر الله امرها
- سيقدر الله لها الخير انا متأكده ..اتركينا منها الان ..هيا اخبرينى ماذا عنك ؟
ارتسمت ابتسامه خجل على ثغرها ولم تستطع عيناها اخفاء نظرة الحزن العميقه ..التى التقفتها يمنى واحتفظت بها حتى تكمل سارة حديثها
جلست معه كما ناصحتنى ..
غمزت يمنى بأحدى عينيها وقالت : ها وماذا وجدت ؟!
- يعنى ..هو ممتاز ..به الكثير من مواصفات اى فتاة
- وهل تطابق مع مواصفاتك !
صمتت سارة ونظرت للاسفل وامسكت طرف حجابها وجعلت تلفه على اصابعها ...لا تعلم مواصفاتها ...كل الصفات التى احبتها كانت لايمن فأصبحت تقيس عليها
عادة ادراجها سريعا وردت على يمنى
- لكنه وافق على شرطى
- اى شرط هذا ؟
- ان لا نتزوج حتى نعثر على اسرتى وأهلى
حاولت يمنى ابتلاع غصتها فقد تمنت ان ترفض مالك ..لعلمها بمشاعرها لايمن ومشاعره هو ايضا ..
وتصنعت الفرحه فى صوتها وحركتها الطفوليه فقد قفزت فى الهواء وسفقت بكلتا يديها ..
- اذا لدينا خطبتان وليست خطبه واحده
ضحكت سارة وقالت
لا لا سنتأخر عنكما حتى يحضر اهل مالك ..

لا جديد فى عصبية يارا ..فهى عصبية المزاج وسريعة الغضب ..لكنها زادت بمراحل بعد علمها لموعد سفره ...
زادها الامر عنادا ولولا انها خطبة اختها الوحيده لتركت لهم المنزل يومها حتى لا تراه ..
وبرغم كل الغضب والحزن اللذان يملأان قلبها الا انها كانت تنظر اليه عندما يتحدث مع الاخرين وأحيانا تبتسم رغما عنها لدعاباته ونكاته ..وفورا قامت حين التقت على غفلة منها عيناهما ...
دخل خلفها المطبخ ..وقف خلفها وقال بصوت حانى ..
- ألن تودعينى ...طائرتى بعد ساعات
ضمت قبضة يدها ولم ترد ..فقال مستعطفا
- يارا ..سأسافر ولن ترينى ..ربما لعدة اعوام
التفتت اليها ..وابتلعت ريقها وقد تصلبت اوصالها من كلماته وقالت
ستسافر قبل ان تطلقنى !!
اقترب خطوة ونظر فى عينيها
وكيف اتنازل عنك بهذه السهوله
هربت بعينيها مجددا ولفت لليمين وقالت
لكنك ..ستسافر
امسك كتفها ولفها نحوه وقال
ربما وجودى وقربى منك سبب ضغطا على تفكيرك وأعصابك ..
ربما تستطيعين التفكير افضل فى ابتعادى ..

علا صوت الزغاريد بالخارج ودخلت ساره وام ايمن لاحضار الحلوى والمشروبات ..فخرجت يارا بدخولهم ..

فنظر الى سارة مبتسما ابتسامه مرة وقال متصنعا المرح
العاقبة لك سارة لكن للاسف لن اكون موجود لأحتسى العصير وأأكل الحلوى ..ارسلى لى صورهم على الواتس
وأخذ كوبا وانصرف ..

انصرف الجميع ماعدا ماجد الذى سلم  على بيت خالته ابو على وخالته ويمنى وعلى لكنه لم يستطيع ان يسلم على زوجته يارا فقد اغلقت عليها باب غرفتها مع انصراف المدعويين ..
وعاد لبيته ليأخذ حقائبه ويسلم عليهم قبل مغادرته ...عانقة والده وتمتم فى اذنه ..احفظ الله يحفظك يا ولدى وداوم على صلواتك ..ولا تقطع صلتك بربك مهما يكن
فقبل ماجد يده وقال بدعابه ..لا تخشى على ولدك يا حاج
احتضنته امه ودموعها لا تتوقف حتى انها نسيت ماكانت ستوصيه اياه وقالت وهى تضحك وتبكى معا
يوووه ..لقد نسيت ما كنت سأقول
ضحك ماجد وهو يحتضنها ..وقال سأفتقدك يا ام ايمن
بجوار الباب كانت تقف سارة تمسح دمعاتها الرقيقه ..هى ايضا ستفتقده ..منقذها ..والاخ الذى وقف بجوارها واحضرها منزله واعطاها لعبة البازل المفضلة لديه ..
وقال ..سأفتقدك يا سارة ..ارسلى بكل التطورات...راسلينى دوما ...
فأنهمرت دمعات اكثر من عينها وهزت راسها إيجاباً

صعد ياسر بعد ان انزل الحقائب مع ايمن للسيارة الاجرة التى ستقلهم الى المطار وقال : ايمن يستعجلك ..هيا يا ماجد ..
فصافحه ماجد واحتضنه ثم ضربه على كتفه وقال لا تتعب امك ولا تشاكس سارة ..مفهوم
ابتسم ياسر ابتسامه صغيره واومأ براسه ..

امال برأسه من نافذة السياره ليرى منزلها وشرفة غرفتها المغلقه ...ثم اعاد راسه وتنهد ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق