الجمعة، 11 مارس 2016

18


الن تذاكر الليله
كان عليه ان يقطع ثرثرة ياسر المتواصله منذ انتهاء الحفل وبقاء ماجد فى بيت خطيبته ...استفرد به ياسر وظل يتحدث ويثرثر حتى قاطعه ايمن بنفور فرد ياسر عليه
لا لن اذاكر الليله ..انا متعب ...سأنام واصحوا باكرا .
قال ايمن سريعا حتى لا يعود ياسر الى ثرثرته مجددا
اذا فلتصبح على خير
والتف بوجهه الى الجهه الاخرى ....لام نفسه كثيرا على ما فعله ....حين رأها وقد اضفت عليها الحمره حلاوة والكحل فى عينيها سحرا ....فقد غار عليها ...غار لان يرى جمالها احد غيرة ....لم يكن متأكدا ان طلب منها ان تزيله هل كانت تطيعه ...لكنه لم يصبر على اجابة سؤاله ...فتصرف بما املاه عليه قلبه. ...ثم وقف يلهث امام باب الحمام الذى اغلقه عليها وهى بداخله ....اتته يمنى مسرعة لم يدرى ماذا يخبرها ...فتركها تستقبل هى صديقتها وذهب. ..تقلب على جهته الاخرى وارتسمت ابتسامه على شفتيه حين تذكر اخر الحفل حين رأى وجهها البرىء دون الوانا رغم بقايا اثره الا انها امتثلت لامره وازالت معظمه ...
فنام على تلك الابتسامه عله يهنأ بها فى حلم ...
اما هى فكانت غاضبة جدا منه ولا تفهم معنى افعاله معها ..تشعر بشىء ربما مرسلا منه لكنها تؤنب نفسها عليه ان استحسنت هى ايضا تلك المشاعر ...فصديقتها يمنى لا تستحق منها ان تفكر فى حبيبها ...
حاولت تجاهله والاختفاء بعيدا عنه قدر استطاعتها ...حتى موعد الغداء المقدس كانت تتهرب منه احيانا ...وان اجتمعت معه على طاولة تظل مطرقة رأسها حتى تنتهى ... سائه ذلك كثيرا واعتقد انها غاضبة منه بسب ما فعله يوم الحفل ...لكن الحقيقه انها كانت تهرب من مشاعرها اولا قبل ان تهرب منه هو ....انشغل هو بمشاكله فى العمل رغم محاولاته للاعتذار لكن هروبها لم يسمح له ...انشغلت هى ايضا بكتابة الرسائل والاوراق على الكمبيوتر...لم تكن تتعامل مع المركز بشكل مباشر كانت فقط تتلقى هاتفا كل فترة منهم بالمهام الجديده او الملاحظات ...والاوراق كان يسلمها لهم ايمن ...فكانت لتتغاضى الحديث معه تترك له الاوراق على منضدة السفرة ليأخذها صباحا ...تعامل هو ايضا بنفس الطريقه فكان يضع لها الجديد وعليه ورقه باى تعليمات او ملاحظات جديده ...بما انها ارادت ذلك فلن يغضبها ويتركها على راحتها ...
تلقى ايمن مكالمة من صديقه مدير مركز الترجمة وتعجب من كلامه كثيرا واصراره على رؤية سارة ...
وعده ايمن انه سيحدثها بالامر ويرتب معها زيارة له قريبا

جلس ايمن يفرك كفيه فى توتر ثم طلب من والدته ان تخبر سارة انه يريدها فى امر ما ...
خرجت من الغرفة وجلست امامه ورسمت على وجهها تقطيبه وملامح غاضبة ...
لم ينظر لها وتحدث مباشرة ...يبدوا انك ماهرة فى اللغة الالمانيه ويبدوا انها كانت لغتك لفترة لذا لم تنسيها بعد الحادث ...قرأ صديقى الترجمة التى ارفقتها مع ترجمة المركز واصابهم هناك الابهار لما كتبت وترجمت ...
ابتهجت لما قاله ايمن وظلت تنظر لاسفل رغم تبدل ملامحها ...سر ايضا هو حين رفع رأسه فلمح زوال الغيوم وظهور الشمس مجددا. ..فأكمل بهدؤ. ..
لذا يقترح عليك صديقى العمل بالمركز فى تعليم الالمانية وربما اكتشفت اللغات الاخرى التى تعرفينها ودرستها ....
سكت للحظات ثم اردف قائلا ..
فكرى بالامر واخبرينى اذا كنت جاهزه لمقابلة ..
قامت تهم بالانصراف دون اى كلمة منها ..
فاستوقفها ...
واقترب قليلا ...وقال بصوت هامس متقطع  ...
انا.....اسف ..لما حدث فى الحفل ..
انتفض قلبها من مكانه ورسمت الغضب مرة اخرى فاكمل مبررا ...
انت هنا مسؤليتى ...اقصد مسؤليتنا ...ولم يكن يصح ان تضعى هكذا زينة امام الاغراب ..
نطقت اخيرا وردت بانفعال
كنت فى غرفة الفتايات ...
رد عليها وزادت نبرته حده ..
دخل ماجد وعلى ...
قالت فى تلعثم ..
ماجد كأخى ...
ليس اخاك ...ماجد غريب عنك ويجب ان تلتزمى باداب الحجاب معه ...ويجب عليك ايضا ان لا تجالسيه وحدك او حتى الضحك والهزار معه ...
كانت علامات الدهشه مرسومة بشدة على ملامحها ...ليس لكلامه ...لكن لطريقته وانفعاله ...كلها تدل وترسل اشارات كالتى ارسلها يوم ان قبض بيده على معصمها وسحبها الى الحمام لتغسل وجهها ...
دخلت وضربت الباب لا تعلم ايهم كان اعلى صوتا ضربات قلبها ام صوت الباب ..
قال كلاماته وانصرف الى غرفته ...بعد قليل خرج واخبر والدته انه لن يحضر على الغداء وسيذهب للصيدلية التى يعمل بها ليلا مباشرة ...
اراد الابتعاد قليلا ...ان لا يراها ثانية خلال يومه ..فيكفى قلبه المرهق تلك المرة ...عله يهدأ او يفكر. ..
كانت تتحاشى ايضا يمنى ....كانت تخشى ان تكون هكذا تخون صداقتها....كانت تغير الحديث سريعا ان ذكرته يمنى فى طيات حديثها ...حتى حدثتها يمنى ذات مساء وهما فى غرفة يمنى بمنزلها عن سرها....ومشاعرها تجاه ابن جيرانهم ...وعن لوعتها فى حبها من طرف واحد ....وانها تدعو الله كثيرا وتبتهل فى الدعاء ولا تفعل اكثر من ذلك ..
باستعجاب كبير وجهت اليها سارة سؤالا ..
وايمن ؟
قالت يمنى ..
اخبرته واقترح على ان يكون وسيط ويرشحنى له وانا رفضت طبعا
قالت سارة باستهجان
اخبرتيه ماذا !!! الا تحبين ايمن وهو كذلك
ضحكت يمنى وخرجت من حالة الرومانسية التى كانت بها منذ دقائق ...وجلست تخبط كفا بكف
يا سارة حاولت اخبارك مرارا ان ايمن اخى بالرضاعة اى كعلى تماما ولا يجوز لى الزواج منه او من اخوته ..
سرحت سارة فى كلامها وتذكرت كل المواقف التى مرت واعتقدت فيها بحبهما لبعض ..
وجلست بجوار يمنى تضحك هى الاخرى على اعتقداها الابله ...

وافقت على عرض صديقه وذهبت معه ويمنى الى المركز ..صافحه خالد بحرارة وقال موجهة كلامه لسارة
واخيرا تعرفنا عليك انسة سارة
ابتسمت له سارة بود ..
ثم التفت ليمنى وقال مرحبا
فقال ايمن معرفا : يمنى اختى
بعد قليل من حديثهم سكت خالد يفكر وقال ..
اذا انت لا تتذكرين ..لكنك تقرئين وتترجمين الالمانيه ...اعتقد ان تم تدريبك على تعليمها وتدريسها ستتذكرين ثم تعملين على تدريسها ..
ثم نظر الى ايمن وقال ...اليس كذلك ..
قال ايمن : ربما
قالت سارة : وربما لم اتذكر ..
قال خالد : دعينا نجرب لن نخسر شيئا ..
قاموا جميعا وقد اتفقوا على التدريب الذى ستلتحق به سارة ...ودعهم خالد وودع يمنى بالاخص وقال
شرفت بمعرفتك انسه يمنى ..

كان الجميع على المائدة للعشاء ..حين دخل ماجد تعلو وجهه الخيبه ..ارتمى على الكرسى ووضع جبينه بين كفية
سأله عبد الرحمن
ما بك يا ماجد
انزل ماجد يده وقال
الشركة الامريكيه التى كنت اراسلها وافقت ويطلبون سفرى اليهم عن قريب .
قالت سارة بفرح : مبروك يا ماجد كنت تتمنى ذلك
قالت امه : يعنى ستسافر يا ماجد ؟!
قال والده : اذا وما المحزن بالامر
قالت ام ايمن : بالتأكيد حزين لانه سيسافر ويتركنا حبة قلبى
قال ياسر مازحا : او لانه سيترك حبة قلبة هو
رمقه ماجد بنظرة حاده وقال ايمن
هل اخبرت يارا
سكت ماجد وهز رأسه ايمائا ...
قال عبد الرحمن : انت تريد ان تأخذها معك اليس كذلك ...اذا علينا بتعجيل البناء لتنتهى من اوراق سفرها معك ..
قام ماجد من بينهم وقال فى اسى
لم توافق ...وخيرتنى ....هى او السفر ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق