الجمعة، 8 أبريل 2016

19

لم تنم سارة ليلتها جيدا فسوف تبدأ كورس الالمانيه فى مركز الترجمه ...ارتدت ملابسها ولفت حجابها وخرجت من غرفتها تنوى الخروج ...كانت السيده ام ايمن تجلس على المائدة وامامها الفطور ...لم تكن تتناول منه كانت تستند برأسها على مرفقها حين التفتت لصوت باب غرفة سارة ...ثم قالت بابتسامه
جيد انك استيقظت يا سارة باكرا كنت سأذهب لأوقظك
اقتربت منها سارة وقالت فى تعجب وهى تنظر الى الطعام على المائدة الذى لم يمسسه احد
ماذا ؟!هل ذهب ماجد دون فطور ؟
تنهدت ام ايمن وفالت
لم يستيقظ ...اتى متاخرا بالامس من بيت خالته واخبرنى ياسر انه لم ينم الا بعد الفجر ..
زمت سارة شفتيها فى حزن على ماجد وصدمته من يارا وقرارها ...
سأذهب انا يا خالتى حتى لا اتأخر
افطرى اولا يا سارة ثم اذهبى
لا داعى ساأتأخر هكذا
ستنتظرينى حتى ارتدى ثيابى ...
التفتت سارة ناحية الصوت فكان ايمن يقف امام باب غرفته كان يبدو عليه انه استيقظ توا
اقترب منهم وقال بصوته الرخيم
تناولى فطورك ريثما انتهى ..سأوصلك فى طريقى
حاولت ساره ان تعترض فاكمل هو فى جد
ختى اتأكد من حفظك للطريق ..لا اود ان تتوهى ثانية
سحب منشفته واختفى فى الممر الصغير الذى يحتوى الحمام والمطبخ ..
ترغب ولا ترغب ...شعور متداخل لا تميزه حقا ...هى لا تنسجم تماما مع ايمن كماجد ...شيئا ما ينغز فيها ان كان بجوارها او حادثها ...تشعر بارتياح حين تعتمد عليه او تستدعيه فى مخيلتها حين تنشد الامان ...ثم ما تلبس ان تشعر بالارتباك يتجلى على محياها ويرقص على اوتار صوتها حين تخرج الكلمات مبحوحه وغير مكتمله ...
حتى انه يصمت دقيقه ...فتعيد هى كلماتها

انتظمت سارة فى التدريب ...كانت سعيدة بتلك الخطوة ..ولم تشعر بغربة وهى تتعلم اللغه وكانها تمارس شيئا تعرفه ..وكان ذلك سببا لشعور مريح لديها ومعلومة جديده تضيفها لمفكرتها الصغيرة التى تسجل فيها اى معلومة تصل اليها عن نفسها فى الماضى ..زينت احد الكلمات فى احد السطور  بزخرفه خاصة 《نادين》مررت اصبعها عليه بعد ان سجلت اخر معلومه توصلت اليها وهى اجادتها للالمانيه و جلست تردده بين شفتيها عله يذكرها بشىء ....رفعت رأسها حين وصلها صوت طرقات الباب ..عدلت من هيئتها وفتحت له ...
كان ماجد مطرق الرأس حزينا مهموما ليس كعادته فى بشاشته وانفراج اساريره ..عيناه مكسورتان ودائم النظر الى الاسفل...جلسا فى الشرفه ....كان يريد ان يبث حزنه والمه وصدمته من رد يارا اليه ...طلب الحديث اليها فكثيرا ما ارتاح معها فى حديثه فلربما اشارت اليه بفكره او رأى يقنع به يارا ....
تنهدت سارة وهى تفكر كيف تهون عليه الامر ...لكنها بكلمات بسيطه قالت ..
- يارا تحبك يا ماجد ...ولو لم تكن تحبك ما وافقت عليك وتزوجتك ..لكنها كأى فتاة تحلم بمنزل هادىء بجوار اهلها واصدقائها...
قال ماجد ونظرات الحزن والغضب فى عينيه مجتمعه
- انا اقدم لها فرصه كثير من الفتايات يحلمن بها ...سأخذها معى لامريكا حيث التقدم والتكنولوجيا ...لبلاد غير بلادنا بها الحياه الحقه ..
- ربما تخشى الغربه
- واى غربة تلك وهى معى ..
قالت سارة فى نفسها
غربة الاهل اشد غربة حتى وان كنت فى بلدك وبين اناس طيبين
قالت له سارة
هل تحدثت معها لتعرف اسباب رفضها
لوح ماجد بيده وقال
هى لا تتحدث معى ...ولا تعطينى فرصه لاقناعها
سكتت لتفكر فلمحت بطرف عينها ايمن بالداخل ينظر اليهما ..صرف بصره لما رأته وراح الى وجهته ..
ارتبكت سارة وابتلعت ريقها بصعوبه واستأذنت منه
_ ماجد ...سأذهب لاشرب بعض الماء....هل احضر لك شيئا تشربه ..
رد ماجد بهدؤ بعد ان هم واقفا
لا داعى انا سأذهب ..
تركته سارة يذهب وخرجت تبحث عن صاحب النظرات الحارقه التى تلقتها منذ قليل فلم تجده ..

..............


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق