الاثنين، 7 مارس 2016

17



تكونت لديها صورة من مقتطفات حديث السيدة ومن وصف ماجد
لهيئتها وقت الحادث ومن الملابس التى كانت لها فى المشفى واستلمتها عند خروجها معهم ...
انها على ما يبدو كانت فتاه مدللة لاسرة ثرية ...اسرة ربما الاموال لديهم اهم من الاولاد ...اسرة لم تهتم بابنتها الضائعة ..ولم تبحث عنها...
اصابها الحنق والغضب لتلك الصورة ...اثرت على مزاجها بضعة ايام ...الا ان اجواء الفرح الذى عم بيتهم وبيت الخاله  ام يمنى انتزعها منه قليلا ...
حتى اخبرها ايمن بخبر اشعل الحماسه بداخلها وشغلها عن افكارها ....
لايمن صديق يمتلك مركزا ثقافيا لتعليم اللغات والترجمه وكتابة الرسائل العلمية ....فعرض صديقه عليه عملها فى كتابة الرسائل العلمية على الكمبيوتر من البيت .....
عاد ايمن ذلك اليوم يحمل حاسوبا محمولا وطابعه ...
كانت فرحتها بالغه وايمن يفتح الحاسوب ويصله بالطابعه ويجرب طباعة احد الاوراق ...
قالت فى قلق
ايمن هل انت واثق اننى سأنجح ..
قال ايمن وهو يلمس بأصابعه ازرار الحاسب
الامر ليس بمعضله ..ستتعلميه سريعا
اختفت ابتسامتها وقالت
كيف لى ان ادفع ثمن هذه الاجهزه ويبدو ان ثمنها باهظ
رفع ايمن بصرة وقد انهى عمله على الحاسوب ورفع يده ليستلم الورقه من الطابعه وقال
تحدثت مع صديقى وقال انه سيتم تقسيط ثمنهم على الاشهر ..فقط ابدئى انت ولا دخل لك بشىء
جلست سارة امام الحاسوب تتذكر ما علمه لها ماجد من فتحه وغلقه وفتح الملفات والكتابه به ..
لم يكن احد ليراها طوال اليوم ولم يؤثر عليها انشغال يمنى بيارا ...رغم محاولات يمنى لدمجها معهم فماكان للقطبين الا التنافر ...فآثرت سارة السلامه وابتعدت بحجة انشغالها بعملها الجديد ...تذكر جيدا يوم ان خطبها ماجد ماذا قالت لها يارا حين باركت لها...
اذ رفعت حاجبا وقالت بلهجة لازعة   : حظ اوفر سارة ..صحيح ان ماجد انقذك لكنه خطبنى انا ..تركت لك ايمن فهو لا يليق بى ..
حينها لم يتبادر الى ذهن سارة سوى جملة واحده
كان الله فى عونك يا ماجد

حل يوم الفرح كانت ام ايمن وسارة من الصباح فى بيت اختها ام العروس ...يجهزان معا البيت يضعن المفارش الجديده على مقاعد الصالون ويركبن الستائر التى غسلتها ام يمنى وكوتها يمنى لتبدوا بمظهر لائق ويعدان العصائر ويقمن بتجهيز الحلوى على الاطباق ...

اما الفتايات فكنا مع يارا فى غرفتها مع بعض الصديقات لمساعدة العروس ...
كان كتب الكتاب فى المسجد القريب بعده صعد الجميع للمنزل للاحتفال ...كان ماجد والرجال فى غرفة الصالون والعروس مع الصديقات والمدعوات فى غرفة اخرى ...
كان الحفل بسيطه فارتدت فيه يارا فستانا وحجاب بلون الذهب ووضعت تاجا فوق رأسها... وضعت بعض مساحيق الجميلات فكانت جميلة الجميلات....وضعت القليلا ايضا يمنى ومعها سارة ...على ان تزيلاه حين دخول ماجد العريس عند يارا ....
بدا الحفل وتراقصت الفتيات مع العروس فى غرفتهم التى تفصلها عن غرفة الرجال ممر طويل به الغرف الاخرى واخره الحمام ..
جلس العريس يتقبل التهانى مع ابيه واخوته وزوج خالته الذى اصبح حماه فى غرفة الصالون ...وهو على احر من الجمر ان يرى عروسه يارا ...بعد قليل نادته امه ليضع شبكته وخاتم الخطبة فى يد العروس ..لباها مسرعا ...
التفت ايمن الى جواره فلم يجد ماجد ..تحسس ايمن جيبه فوجد علبة الدبل نسيها ماجد ...قام الى هناك حيث النساء وقف بجانبه واخفض بصره اراد ان ينادى يمنى حتى لا يجرح الفتايات ...فسمع صوتا يعرفه. ..رفع ناظريه اليها فكانت سارة تساله هل معه علبة الدبل فقد ارسلتها والدته ...قطب جبينه ونظر اليها نظرة غضب اخافتها بشده وقال مشيرا الى وجهها
ماهذا ؟!
تحسست وجهها فلمست يدها شفتيها وتذكرت المساحيق ..ابتلعت ريقها بصعوبة ..وقبل ان ترد او حتى تفكر ...
فوجئت بفعلته فقد اطبق يده على معصمها من فوق كم فستانها وانطلق وهى خلفه مسحوبة تؤلمها يدها ولا تقوى على ايقافه ...فتح باب الحمام ودفعها بداخله واغلق الباب وقال بكلمات صارمه ..
اغسلى وجهك يا سارة ..وحذار اتخرجى هكذا ...
وقغت خلف الباب مذهوله من تصرفه ...تتحسس معصمها بيدها الاخرى ...كادت قبضته ان تخلعه من مكانه ...نظرت لوجهها فى المرآه بغضب ...وهى تحاول تفسير ذلك ..
ثم فتحت الصنبور ..
خرجت منه بعد قليل فلم تجد سوى يمنى بوجه قلق قالت ..
سارة ماذا حدث ؟
نظرت سارة الارض وقالت
لا شىء ..هيا بنا

حاولت النوم مرار وتكرار ...وكلما تقلبت على جانبها الايمن آلمها معصمها ...فتتحسسه وتتذكر ذاك المشهد ...ويخفق قلبها منه ....
ثم تعاود طرد الفكره وتجاهل الاحساس ...فهى لا تذال تعتقد ان العلاقه التى تجمع يمنى وايمن حب وليس اخوه ولا تفهم معنى اخوة رضاعة ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق