الأحد، 27 نوفمبر 2016

39

كما انا 39
يمنى : هذا ما حدث يا ايمن ولم تقل الفتاه اكثر من ذلك
..صمتت قليلة
ثم اردفت
حسنا يا ايمن سأتحدث اليها فى اقرب فرصة
اغلقت الهاتف والتفتت الى خالد لتجيبه على استفساره
خالد : من هى ؟!
يمنى : هبه زوجة الاستاذ محمود سكان الطابق السادس
خالد : اعرفتها فعلا !
يمنى : قالت فقط انها لا تتذكر اين رأتها من قبل
..سأحاول غدا ان اتحدث اليها ربما كانت تعلم شيئا عن
سارة واهلها

قامت هبه من سرير الكشف فى عيادة طبيبة النساء لمتابعة حملها ،عدلت ملابسها واستمعت هى ووالدتها المرافقه لها تعليمات الطبيبة وارشادتها
قالت هبه لوالدتها وهما
مغادرتان العيادة
: هل تذكرين شادى قريبنا ابن طنط نجوى
ردت الام بعد ان ركبا السيارة الاجرة
: وما الذى ذكرك بهم
هبه : اتذكرين الفتاه التى تزوجها شادى
الام بانتباه : التى ماتت
هبه : الم تقولى انها لم تمت وانهم هم من ادعوا ذلك
قالت الام : لا نعلم يا هبه اين الحقيقه فالناس يقولون انها انتحرت وبعض الاقارب يقولون انها هربت
ولكن ما الذى ذكرك بها   
اعتدلت هبه فى جلستها وقالت : رأيتها بالامس
انتفضت الام وقالت : فى الحلم ؟!! حلمت بها
هبه : لا يا امى هى بنفسها
دفعت الام الأجرة ونزلتا منه وقالت لابنتها فى استنكار
: المتوفاه !!
هبه : الم تقولى ان بعض الناس قالوا انها قد تكون هربت من شادى
الام : اين رأيتها وكيف تأكدتى انها هى
هبه : صحيح انها غيرت اسمها وشكلها وارتدت الحجاب لكنها من اصحاب الملامح البسيطه والجمال الهادىء وذلك صعب ان ينسى
قالت الام وهى تدير المفتاح فى باب شقتهم  :
يخلق من الشبهه اربعين
وقبل ان تدلف للداخل استدارت لابنتها هبه وقالت :
لا تذكرى شيئا من هذا امام والدك فهو لا يحب تلك العائلة وافعالهم

ذهب ايمن فى الصباح لمقر الشركه لا المعمل فعليه اليوم ان يتسلم مهام وظيفته الجديدة
دخل مع المسؤل الى مكانه الجديد غرفة واسعة تحتوى خمسة مكاتب على كل منها جهاز كمبيوتر وملفات واوراق وخلفها موظف يؤدى عمله الا مكتب واحد فى اقصى اليمين فارغ من الملفات وجهازه مغلق
تنهد ايمن وهو يجلس فوق كرسيه مسح وجهه بيده يفكر فى وضعه الجديد ،لا يحب الاعمال الروتينيه ولا الاعمال المكتبيه على الحاسوب ويبدوا انهم ارادوا التخلص من ضوضائه حين اكتشف عن طريق المصادفة التلاعب الذى يتم فى تشغيلة مواصفات احد الادوية الهامه فى السوق ، وحين اثار ذلك انقلب الامر عليه وسرى شيئا من الاسفل واختفى ذلك الدليل واتهموه فى النهاية وقامت التحقيقات ضده حتى آل امره الى نقله الى الشركه وترك المعمل ، فى اثناء شروده اقترب منه الاستاذ صلاح ،رجل كبير فى السن يغزو الشعر الابيض رأسه الا الشوارد يرتدى منظار طبى دائرى الشكل بنصف اطار، جال بنظره اولا فى الغرفه واطمئن ان الجميع منهمكون فى اعمالهم قبل ان يخطو خطواته نحو مكتب ايمن وقال فى لطف : اتركها على الله يا بنى
انتبه اليه ايمن فأردف قائلا بابتسامه ودوده مادا يده
صلاح عبد المجبد
صافحه ايمن قائلا
ايمن عبد الرحمن الموظف الجديد معكم هنا
سأله الأستاذ صلاح
واين كنت تعمل يا ايمن
ثم رفع يده واردف
اسمح لى ان اناديك دون القاب فانت فى عمر اولادى
قال ايمن : لا بأس
كنت اعمل فى معامل الادوية
نظر اليه الأستاذ صلاح من اعلى نظارته باندهاش
   فرد ايمن على تساؤله الذى قفز من عينيه
حكاية طويلة
ابتسم الأستاذ صلاح مجددا وقال
ارجو ان ترتاح معنا هنا
ولا يضطرون الى نقلك ال  مكان اخر
وقبل ان يرمقه ايمن بنظرة كان قد عاد الى كرسية بين اوراقه وملفاته
كانه يعلم ما حدث لايمن او ربما يتكرر ذلك امامه فعمره وسنه يقولان انه مر عليه الكثير من الاشكال والالوان .
رن هاتف ايمن فأجابة على الفور
ايمن : الو ..وعليكم السلام ..بخير يا يمنى هل من جديد ..جيد وهل حدثتك بشىء ... اذا هى لم تتذكر نادين ..هل اخبرت نادين بذلك  ..
حسنا ...يمنى هل اخبرتها باسمها الحقيقى وبعض التفاصيل ربما تتذكر ..اه وماذا قالت
حسناً حدثينا اذا اخبرتك اى شىء

فى نفس التوقيت رن هاتف اخر لكن فى بيت ام هبه
هبه : الم اقل لك يا امى انها هى
الام : هى من يا هبه
هبه : نادين زوجة شادى
الام : هل رأيتها مجددا
حكت هبة لامها عن تفاصيل زيارة يمنى فى الصباح وحديثها عن نادين اخبرتها القصه وكيف انقذها ماجد وكيف عاشت بينهم لا تتذكر حتى اسمها وسألتها ما اذا كانت تتذكر اين ومتى رأتها من قبل
لكن هبة انكرت انها تذكرت وظلت على نفس جملتها( لا اتذكر اين تحديدا او متى لكننى اذكر ذلك الوجهه) ووعدت يمنى انها ستخبرها ان تذكرت
باندهاش بالغ كانت تستمع الام للحكاية على لسان ابنتها هبه وراحت ببساطه تحكى هى الاخرى لزوجها الذى انفعل حين قالت الام فى معرض سردها شادى ابن نجوى
قائلا : شادى ليس ابن نجوى ولن يكون يوما ابنها
شادى ابن محمود وانصاف ..والداه كانا خيرين انما تلك المرأه خالته وليست كاأختها ..وهى من ابعدته عن العائلة واهله ولولا كلام الناس ما كنت حضرت ذلك العرس المشؤم  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق