الجمعة، 25 نوفمبر 2016

كما انا 38



كان الصمت صديقها الايام الماضية حتى هو لم يقوى على اختراقه رغم أنه لم يكن يظهر عليها الحزن قويا الا ان صمتها كان يقتله ،تمارس مهام الحياة العادية وترد بكلمات قليلة على السيدة ام ايمن وايمن كذلك حتى ماجد رفضت ان تتحدث اليه عندما كان يحدثهم وتعللت بانها نعست وستنام ،تحدثت يمنى فى الهاتف واصرت عليهم ان يبلغوا نادين انها تنتظرها يوم الخميس وستتضايق ان لم تأتى . ولما كان يوم الخميس ،حين كانت تنظف المائدة بعد الغداء وتدخل الاطباق المطبخ قالت ام ايمن بود : سيفرجها الله يا ابنتى
ابتسمت نادين من زاوية فمها وقالت :
لا تقلقى على يا امى انا بخير
ام ايمن : اذا ستذهبين الى يمنى !
سكتت نادين ونظرت الى اسفل
فأردفت ام ايمن تحثها على الذهاب : ان كنت بخير حقيقة اذهبى الى دعوة يمنى ،اجلسى وتحدثى اليها انا اعلم انكن تحبان بعضكما وتسران الى بعضكم بالاسرار ،احكى لها عن همك وحزنك وقلقك فالبوح بالهم يجلى بعضه ويفرج عن النفس ما فيها
ثم قالت بنبرة متحمسة اكثر :
قالت انها ستدعو جيرانها اجلسى معهم واستأنسى بهم فهن كما قالت يمنى فى مثل عمركم .
اومأت نادين برأسها تفكر فى فكرتها بالذهاب
خرجت من المطبخ فكان ايمن قد دخل غرفته ينام كعادته قبل ذهابه للصيدلية خرجت خلفها ام ايمن ونظرت اليها والى مكان نظر عينيها ففهمتها وقالت
لا تقلقى سأخبره انا وسأطلب منه ان يمر عليك بعد الصيدلية لتأتى معه .
ازعنت لفكرة ام ايمن ورأت فيها متنفسا وتغيير لحالتها النفسية التى صحبتها الايام الماضية ..
عند بيت يمنى
كانت احذية نسائية تفترش عتبة البيت وبعض الاصوات تتسلل عبر الباب الخشبى فعلمت ان مدعوات يمنى قد حضرن مبكرا ربما لن تستطيع الليله ان تنفرد بصديقتها فراقت لها فكرة العودة للمنزل لكن الفكره اتت اليها متأخره فقد ضغطت جرس الباب، لحظات واتى صوت يمنى مع صوت فتح الباب مهلله لحضور نادين بعد ان رأتها من العين السحرية بالباب
عناقتها بابتسامه واسعه وادخلتها الى حيث يجلسن الجميع وقفت يمنى وخلفها نادين وقالت بصوت مبتهج : اقدم لكن رفيقتى وصديقتى وخطيبة اخى ..سارة
تقدمت نادين وبدأت تصافحهن واحده تلو الأخرى ويمنى تقدم اليها الجارة بأسمها والطابق الذى تسكن
اخيرا انتهت واتخذت موقعا مناسبا بينهم وبالقرب من الباب ايضا ومن يمنى على الجانب الاخر،
كان حديثهن مسل ومختلف بعض الشىء فهى لم تقابل عدد من النساء المتزوجات صغيرات السن كهذا من قبل او تحديدا منذ عاشت حياتها الجديده بعد الحادث
يتفاوت عمر زواجهن من 7 سنوات الى الاشهر واحدثهن بالطبع يمنى بعضهن من لديها طفل اوطفلان واثنتان منهن حوامل فى الشهر الخامس والاخرى على مشارف التاسع كان كثيرا من الحديث يذهب اليها لانها كان هذا حملها الاول وكانت قلقه كثيرا فكانت تطمئنها احداهن وتتحدث اخرى عن الالام التى صحبتها بعد ولادة طفلها الاول وتخبر اخرى عن الطبيب الفلانى الذى لا يفهم شىء فى الطب وانه اخطأ فى التشخيص وعن الطبيب الاخر الذى وضعت على يديه بولادة طبيعية بعد ان كان سيجرى لها الاول القيصيرية ثم يذهب الحديث عن الاطفال وتعب تربيتهم ثم يقفز مرة اخرى عن الموضه ومتاجر الملابس النسائية وموسم التخفيضات كانت نادين لا تشارك فى الحديث لكنها استمتعت به جدا حتى انها خرجت بعض الوقت من الحالة التى اتت بها منذ قليل  وكانت تنتقل بنظرها وسمعها بينهم فتارة يصبح الحديث جماعى والكل يشارك وتارة ثنائى بين كل اثنتين متجاورتين او اكثر وفى كل مره كانت تنقل نظرها بينهم كانت تصتدم بنظرات تلك الفتاه التى تجلس على طرف الاريكه والحامل فى شهرها الخامس ،كل ما مرت نادين بنظراتها وجدتها تنظر اليها ثم ما تلبس الا ان تصرفهما وتنشغل بالحديث الجارى
مر الوقت سريعا وهن يتسامرن ويضحكن ويتحدثن عن كل شىء وفى كل شىء ،سعدن كثيرا بتجمعهن بفضل يمنى ، فبعضهن كانت لا علاقة لها بالجيران ومنهم من تعرفت على واحده او اثنتان بالكثير وتصادقا لكن الليلة عرفتهم يمنى ببعضهم وتواعدن على تكرار تلك الجلسه عند كل واحدة فى كل مرة ،ودعتهم يمنى عند الباب وقبل ان تخرج الفتاة الحامل ذات الشهر الخامس التى كانت تتبع نادين بنظراتها سلمت على يمنى وقالت لنادين اظن اننى اعرفك او ربما رأيتك من قبل ..لكن لا اتذكر اين تحديدا
نظرت يمنى الى نادين التى كانت ثابتة النظر نحو الفتاه تنتظرها ان تتذكر لكن الفتاه سلمت على يمنى اخيرا وانصرفت

اغلقت يمنى الباب ونظرت لنادين التى ظهر على وجهها علامات الغضب فقالت : سارة ما بك
نادين : يمنى كيف تركتيها تذهب ...المرأه قالت انها تعرفنى
يمنى : لم تقل ذلك يا سارة .اهدئى
على اثر الحديث المنفعل دخل خالد متعجبا
ماذا حدث ؟! ما بكما ؟!
حملت نادين حقيبتها وقالت : سأذهب
اكمل خالد فى استنكار
حتى ايمن يقف بالاسفل ولم استطع اجباره على الصعود معى ..واعتمدت عليك يا سارة ان تجعليه يصعد نتناول العشاء سويا
قالت نادين وهى تفتح باب المنزل : تعوض ان شاء الله استاذ خالد ..بإذنكما .
نظر الى يمنى علها تخبره ما سر حالتهما سارة وايمن .
فى المصعد تذكرت كلام ام ايمن عن المشكله التى تعرض لها ايمن مؤخرا ونقله ظلما الى مكان اقل فى الاجر والمهنيه و لا يحبه
  كان يضع يديه فى جيب بنطاله ويحرك قدمه بهدوء يرسم بهم على الارض امام البناية . نظرت اليه قبل ان يلحظ وجودها وعاتبت نفسها على حالته التى لم تنتبه لها وظروفه التى يمر بها وانها حتى الان لم تقف بجواره او تهون عليه حاله ..
التفت اليها عندما سمع وقع اقدامها على الارض ثم ابتسم لها ابتسامه رقيقة وسار بجوارها ويديه لا تزال متدفئة فى جيب بنطاله ..لم تدرى كيف تبدأ حديثا المفترض فيه ان تتعاطف شعوريا مع المه وضيقه وان تخفف عنه لكنها لم تكن بالقوة الكافية التى تجعلها تقف امام مشاعرها وهمومها وانانيتها وتنسى او تتناسى مؤقتا حالها لتخرج احدهم من المه وضيقه حتى وان كان هو ايمن
وقفت فجأه فوقف هو الاخر ناظرا اليها فقالت : ايمن لم اتعود منك على هذه الحاله .
ربت على كتفها قائلا : لا تقلقى ستتحسن الامور ..
ثم حاول جاهدا الابتسام واخذ بيدها ووضعها على ذراعه واكملا السير
ايمن : اخبرينى انت كيف كانت جلسة يمنى وجيرانها
تذكرت نادين الفتاه وحدثت ايمن عما قالته فقال : لا بأس سأطلب من يمنى ان تتحدث اليها ربما تعرفت عليك .
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق