السبت، 3 ديسمبر 2016

40

40 كما انا
جلست تدون كما اعتادت الشهور الاخيره ان تدون كل ما يمر بها من احداث صغيره او كبيرة وبعض الاحاسيس التى تجتاحها اوقاتا ، دونت زيارتها ليمنى وجاراتها ودونت كذلك تلك المرأه  
التى لا تتذكر اين رأتها من قبل
" لا اعلم الى متى سيظل الماضى مجهولا او متى سترفع الستائر السوداء عن ذاكرتى فأرى اهلى واخوتى وصديقاتى ، واعلم هل كنت افضل البازلاء فى الطعام ام كنت اتناول اللحم، هل كان يروق لى البيض المخفوق فى الصباح ، ام كيف كانت عاداتى "
اختتمت ما كتبت بتلك الكلمات ثم اغلقت المفكرة بهدوء
اعادت فتحها مجددا لتؤرخ تلك التدوينة ، كتبت اليوم وحين كتبت الشهر الميلادى تذكرت انه شهر ميلاد ايمن وكذلك ماجد ايضا فقد اخبرتها بذلك ام ايمن حين كانت تحكى لها عن حملها فى كل منهم وولادته فذكرت انهما ماجد وايمن من مواليد نفس الشهر باختلاف الاعوام طبعا ، حاولت جاهده ان تتذكر فى اى يوم هو لكن لم تفلح فاستعانت بصديقتها يمنى وعلمت انه فى الغد وماجد بعده بأربع ايام،لم يكن لديها الكثير من الوقت لترتب مفاجأه سارة لايمن اخبرت امه واستعانت بها فى ترتيب المنزل كما استعانت بياسر فى تعليق بعض الزينات الرقيقه التى اشترتها فى الصباح، اتت يمنى كما اتفقا لتساعدها فى صنع كعكعة عيد ميلاد وانتظروه جميعا حتى يصل من عمله الثانى فى المساء
كانت مفاجأه سارة اسعدته وانسته بعض الإخفاقات التى حدثت فى الأسبوعين الماضيين وما اسعده حقا وجعل قلبه يخفق بين جنبيه حين اخبروه بأن كل ذلك كان من اعداد وترتيب نادين ، كانت فرصة جيدة لتجمع العائلة من جديد الخاله ام على وزوجها وعلى ويارا ويمنى وزوجها خالد حتى ماجد كان حاضرا تلك المناسبه عبر الانترنت، كان يوما لطيفا استقبل فيه ايمن بعض الهديا البسيطة وابتسم خجلا قائلا : وهدايا ايضا !!ذلك كثير يا جماعه 
قال ياسر مشاكسا اياه : لا تتعود على ذلك انما كانت مره بالعمر ولم نشأ اغضاب سارة فقط ..
ضحك الجميع وقال ماجد عبر برنامج المحادثه :
كل عام وانت بخير يا ايمن ..افتقدكم بشده وافتقد تلك الجلسه وهذا اكثر ما يؤرقنى هنا ليتنى معكم
اقترب الحاج عبد الرحمن من شاشة الحاسوب وقال مهونا عليه وعلى امه التى بدأت لديها الدموع فى التجمع : انت معنا يا بنى نحمد الله على هذا الاختراع الانترنت الذى جعلك تجلس ونراك وكأنك معنا الان ..وقريبا ستعود اليس كذلك
حاولت ايضا نادين تلطيف الاجواء فقالت : وكل عام وانت بخير ايضا يا ماجد اعلم انه فى نفس الشهر ايضا ميلادك
قال ماجد بدعابة يرمى بها الى هناك فى اقصى الغرفه الى حيث يارا الصامته : اه فعلا قريبا هو ..ليت اناس يتذكرونى ولو بتهنئة صغيرة ..انت محظوظ دائما يا ايمن انا اغبطك
ضحك الجميع من لهجة ماجد وتعبيرات وجهه الساخره وفتح ايمن كفه واصابعه الخمسه فى وجه ماجد
تعبيرا مجازيا عن دفع العين كما الدارج بفكاهه
، انصرف الجميع وخلا البيت الا من سكانه وفى الشرفة الكبيرة جلسا سويا لتقدم اليه هديتها
قال ايمن : لما لم تقدميها معهم
رفعت كتفيها وقالت : ربما لاتمايز عنهم
ايمن : انت بالفعل مميزه عنهم
نادين : الن تفتحها
نظر اليها فى يده وقال : لا يهمنى ما فيها ، انت من يهمنى ،كل ما فعلته اليوم كان اكبر هدية حصلت عليها فى حياتى
ابتسمت خجلا فأردف : اتعلمين
هزت رأسها برقه فأكمل : تلك الاولى فى حياتى التى يفاجأنى فيها احدا هكذا
قالت : الا تحتفل بعيد ميلادك او على الاقل يقدم لك الاخرين الهدايا ..اصدقائك مثلا
ضحك ايمن ضحكه قصيرة وقال : فى البيئات متوسطة الحال كهذه . واشار الى بيوت الحى 
لا يهتم اصحابها الى تلك المناسبات هذا ان صح واعتبروها   مناسبات
سرحت قليلا وقالت : لا اعلم هل كان يقيم لى اهلى احتفال عيد ميلاد ام لا
اجاب ايمن سريعا : بالتأكيد كان يحدث
نظرت اليه مستغربة فاكمل : بيئة ووسط كالذى كنت تعيشين فيه لما لا يقيمون احتفالا سنويا لهذا
قالت : لا استطيع الجزم بذلك
فقال : اتذكرين الحلم
قالت وهى تمسك سلسالها وتمسد حرف s باصبعها وقالت : ربما
نفضت سريعا مشاعر الافتقاد والذاكرة المبهمه وقالت فى مرح : لا تضيع الليله فى الحديث عنى واخبرنى ماذا تتمنى فى عامك الجديد
ابتسم وهو ذائب فى هوى عينيها البنيتين
وقال بصوب عذب : اتمنى ان تجمع حبيبتى حاضرها وماضيها بين كفيها فأمحو ما كان يؤلمها يوما واضع لها بمكانه ورده ندية يعطر شذاها ايامها كلها
ضحكت وقالت : متى تعلمت الشعر
قال : فى عينيك  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق