السبت، 5 نوفمبر 2016

37 كما انا

37  كما

قالت يمنى منهية حوارهما
سأنتظرك الخميس فى السابعه ، يا سارة لن اقبل اعذار
نادين : ان شاء الله حبيبتى
اغلقت الهاتف معها واجرت الاتصال بأيمن فقد اقترب موعد انتهاء عمله
:  الو ايمن كيف حالك
ايمن :بخير الحمد لله
نادين: هل تتذكر وعدك لى الامس
سكت ايمن برهة ليتذكر ما وعدها فى خضم الاحداث التى يعايشها منذ الصباح فى عمله ..بالكاد تذكر انه وعدها ان يذهبا لعنوان منزلها القديم فأجابها
: طبعا اتذكر ..نصف ساعة وينتهى دوامى وأتيك فكونى جاهزة
اغلقت الهاتف بسعادة وقامت تستعد للخروج ..تتسارع نبضاتها كما تتسارع كلما اقتربت من شىء يذكرها بالماضى ..
وامام منزل ضخم فيلا كما يسمونها تحوطها حديقه ذات اشجار قصيرة طار اوراقها وأصفر الزرع من حولها فبدا عليها القفور وهجر اصحابها لها ..
اقتربت من البوابة الحديدية وراحت تنظر للمنزل بتفحص شديد تشعر بحنين جارف له ..ولا تعلم هل ذلك الحنين لعلمها ام حنين قلبها وعقلها الباطن ..
امسكت بالقضبان الحديد وعمقت فيه النظر ...
اتى رجل كبير فى السن يبدو انه حارس العقار يسال ايمن السؤال المعتاد ..ماذا تريدان ؟؟
اجابة ايمن
نريد سكان المنزل ؟
الحارس : لا احد بالمنزل
التفتت اليهما نادين واقتربت منهما
ساله ايمن
هل سيعودون قريبا
الحارس : لا اعلم ياسيدى فقد هاجروا الى اوروبا منذ اكثر من عام بعد وفاة ابنهم.
نظر ايمن الى نادين فى نفس اللحظه فكانت محدقة فيه هو ايضا ..تداعى الى ذاكرتها صوت الفتى الذى يأتيها فى الحلم من بعيد دوما وينادى اسمها ولا تراه
قال الحارس الذى استغرب من رد فعلهما للخبر : ولكن ماذا تريدان انتما ...
امسك ايمن بنادين التى كانت لا تزال مذهولة من الخبر وقال للحارس
كنا نود زيارتهما فزوجتى صديقة الانسة نادين ..
رد الحارس نظره اليه بعدما نظر الى نادين
واضيقت عيناه وقال بحذر
تقصد ابنتهم التى انتحرت
نظر ايمن الى نادين وسال الحارس الذى لم يتعرف على نادين
فساله ايمن حين رأه لم يتعرف على نادين
منذ متى تعمل هنا ؟
بدا على الحارس الانزعاج من اسالته الكثيرة
فقال ايمن بحزن لتلطيف الجو والانسحاب بهدوء:
نحن لسنا من هنا ولم نعرف بكل تلك الاحداث ..لا حول ولا قوة الا بالله الدوام لله وحده ..لا عليك يبدوا اننا تأخرنا ..
وقبل ان يغادرا ساله ايمن سؤالا اخيرا
ولكن من يعطيك راتبك الم تقل انهم سافروا ..
قال الحارس بتضجر :بالبريد ..هيا اذهبا الى حالكما
لم يستطع ايمن العودة بنادين للمنزل هكذا
جلسا فى مكان هادىء وطلب لها ليمونا
خيم الصمت على المكان قليلا
حتى قال ايمن
نادين لازلنا غير متأكدين مما قال ..حتى انه لم يبدو عليه انه يعرفك ..او تشبهه بك..
نادين : بلى هو ..الم تشاهد تلك اللافتة الصغيرة بجوار الباب الحديدى ...الم تقرأ ما كتب عليها
ثم قالت بنبرة اشبه بالبكاء
فيلا الدكتور سامى علم الدين
نظر ايمن للاسفل فاكملت هى
الم تقل الفتاه واخيها ان والدتى سافرت اوروبا الم يتطابق كلامهم مع كلام الحارس
اذا هى الحقيقه يا ايمن ..كان لى اخ ومات ووالدى ايضا ووالدتى قد سافرت ..لم يعد لى احد هنا ...
يبدوا اننى لن اتذكر ابدا
ثم وضعت رأسها بين كفيها واجهشت بالبكاء ..
تركها ايمن حتى هدأت
لم تكن لديه اى كلمات مواساه لها ...ربما كانت محقه ..
لكن يبقى لغز لما انتحرت ..حتى ذلك لم يقدر على التفكير فيه ..يومه كان مليئا بالاخفاقات فى العمل ومع نادين ايضا ..تضايق من نفسه اكثر مما حدث ومن عدم قدرته على التخفيف عنها او اخراجها من تلك الحاله التى سيطرت عليها حتى اليوم التالى ..
لم يجد له صدرا يتقبل افراغه من ثقله غير والده الذى قص عليه بداية ما حدث معهما عند منزل نادين ..ثم ما حدث فى عمله والتحقيق الذى اجرى معه وانتج عنه نقله الى الشركه وترك المعمل الى عمل ادارى خلف مكتب واوراق ودفاتر وروتين مكتبى بغيض ..
افرغ ما بجعبته من ثقل لوالده الذى ذكره انه مثابر ولا يستسلم بسهوله مدام يرفع راية حق وعليه ان يميل مع الريح حتى لا ينكسر ثم يقوى من جديد عندما يتثبت من ادلته ليجابهه ذلك الفساد ثم يواجهه على ارض ثابته..  اوى الى فراشه يفكر فيها وفى المفاجات التى تتوالى عليها ولا تريحها بل تعذبها اكثر واكثر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق