الخميس، 15 سبتمبر 2016

33




احست سارة انه لا داعى من عملها فى مركز الترجمه فهى لم تكن تدرس اللغات يوما لكن يبدوا انها اتقنتها بطريقة ما وشغلها اكثر كونها صيدلانيه درست الصيدلة فتقدمت بأستقالتها ...احست بعدها بأرتياح وخاصة انها سترفع الحرج عن مالك ولن يضطر لمحاشتها فى العمل كل صباح ...سر ايمن عندما اخبرته بذلك ...واكد لها انه لن يتخلى عنها يوما ..وسيبحث معها عن اسرتها واهلها بعد كتب الكتاب الذى تحدد فى نفس يوم زفاف يمنى فى قاعة افراح صغيرة مناسبه ...بعد ان استطاعت استخراج شهادة ميلاد لها فأمكنها ذلك من استخراج بطاقة رقم قومى ببياناتها التى علمتها من شهادة الميلاد ....

على فراشها تحملق فى سقف الغرفه وعلى فمها ابتسامه واسعه وقلبها يتسارع نبضه من كثرة الخفق ، تتلمس بأصابعها خاتم الخطبة ...فتهدأ نبضات قلبها قليلا ..ثم تتزايد سرعته عندما تتذكر ابتسامه ايمن الهادئة التى رسمت اسمى معالم الفرحه على وجهه  بعد ان ردد المدعوون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير اعلانا لانتهاء المأذون من العقد...تزداد ابتسامتها ومعها احمرار لوجنتيها ...احضنت وسادتها اخيرا وغاصت فى النوم ...

نادين ...نادين .....
تخلل الى الغرفة ضوء الشمس من النوافذ التى ازاحت عنها المربية الستائر الثقيلة ....افاقت مبتسمه .....تفرد اذرعها فى الهواء تنفض عنها غبار الكسل فى يوم جميل ...تعده هى اجمل يوم فى العام ....وقالت بصوت متهدج ...صباح الخير يا دادا..
اجابتها المربية وهى تكمل فتح باقى الموافذ ...كل عام وانت بخير يا صغيرتى ....
ارتسمت ضحكه جميلة على وجه نادين وقامت من فراشها واحتضنت المربية فى سعادة ...
على مائدة الافطار ...وقفت تأكل على عجل ...فحدثتها امها بصرامة. ..
- نادين لا احد يأكل هكذا ..
اجابتها بمرح
- متعجلة يا امى ...
قالت والدتها والتى يبدوا عليها انها سيدة ارستوقراطيه كل شىء لديها بأصول واتيكيت معين ...
- هل ستتأخرين اليوم ايضا
اجابت نادين بعد ان ارتشفت من كوب العصير عدة رشفات متتاليه ..
- ربما ...لكننى سأمر على والدى بعد الجامعه

فى مصعد شركة والدها كانت تستقله الى مكتبه ...انهت محاضراتها منذ نصف ساعة وأتت اليه كما طلب منها ..توقف المصعد فى احد الادوار ...ركب شاب تعرفه جيدا ...تراه كلما اتت الى زيارة شركة والدها ...لا تعلم اسمه لكنها تسر بالغ السرور ان تقابلت معه صدفة فى اثناء زيارتها ....ابتسم لها الشاب ..فانكمشت فى نفسها ...واطرقت رأسها لاسفل ..وصل المصعد وخرج منه الشاب ..وتبعته هى ايضا...فكان يسبقها بخطواته الواسعه ..حتى انه وصل اخيرا الى مكتب رئيس مجلس الادارة ...نفس وجهتها تقريبا ...لكن انفاسها المتقطعه ...وجسدها المضطرب جعلها تتأنى فى مشيتها حتى وصلت ...قابلته ثانية وهو يخرج من مكتب والدها ...فحياها برأسه وانصرف ...
طرقت الباب..واطلت برأسها اولا لتتأكد ان المكتب خالى ...فصاح والدها فاتحا ذراعيه ...
- اوووه نادين ....كل عام وانت بخير يابنتى
ضمها الى صدره ....تلك اللحظات التى تكن فيها فى هذا المكان وهذا الدفء وهذا الامان هى من اسعد لحظات حياتها كلها ..
فتحت عينيها ورفعت رأسها اليه وهى لازالت متعلقه بجسده وقالت ...
- ابى حبيبى ماذا احضر هدية لقرة عينه حبيبته فى يوم مولدها ..
-توقعى انت ماذا احضرت ..
قالت وهى تدس رأيها زيادة فى كتفه
- لا احب التوقعات ..احب المفاجأت
ابعدها قليلا وفتح درج مكتبه واخرج مفاتيح سيارة ..يظهر نوعها من داليتها ....مرجحها امام عينيها ...فصاحت واخذتها بلهفه كبيرة .
ثم قفذت بنفسها مجددا فى حضن ابيها تشكره على نوع سيارتها الجديده المحبب لديها والتى كانت تتمناه ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق