السبت، 23 أبريل 2016

20

تلقت سارة تليفونا من ايمن يخبرها به انه لن يستطيع ان يمر على المركز لاصطحابها للمنزل لانشغاله بشىء ما
اغلقت الهاتف و تنهدت وامتلىء راسها بالتفكير ...بالامس نظر اليها بغضب وهى تتحدث مع ماجد ..وفى الصباح كان متجهما وها هو الان لن ياتى ليصطحبها للبيت ...
فى طريق عودتها وقفت واستدارت للناحيه الاخرى.. اطمئنت لهاتفها المحمول الذى اشترته منذ يومين وسجلت به كل ارقام اسرتها الجديده ويمنى ويارا ايضا قد سجلت ارقامهم ورقم هاتف المنزل الارضى ..
مرت باصبعها على شاشته وتأكدت من وجود الارقام...
ثم انطلقت تنفذ فكره قفذت فى راسها منذ عدة ايام ..
صعدت السلم الكهربائى وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ...تلفتت يمينا ويسارا ....ثم تمشت اخيرا فى الاتجاه الذى اختارته ظلت تبحث فى اسماء المحال فى المركز التجاري الكبير عن الاسم الذى ذكرته صاحبة المتجر الذى تعرفت عليها السيدة فيه ...تتجول بناظريها بين لافتات المحال وبين الفتايات والسيدات فلربما صادفت احد يعرفها ...
احست بالصداع يعاودها ضغطت باصبعيها على جبينها ووقفت تلتقط انفاسها المتعبه ..رفعت عينيها فرأتهما على مسافة منها ينظران اليها وتهمس احدهما للاخرى فى اذنها ..فتاتان فى مثل سنها تبدوا هيئتهما مختلفه عن هئيتها الحاليه ربما تشبه هيئتها القديمة ....ارادت ايقافهم ..او اللحاق بهم ..لكنهن اختفيا سريعا فى ممرات المركز التجارى ..

كان ماجد يجدد محاولاته لاقناع يارا بالسفر معه لكنها ابت حتى ان تخرج وتتحدث اليه ...لم يفلح والدها معها ايضا ..تحدث اليها الحاج ابو على كثيرا لكنه كان يذكر دائما ان دماغها صلبة وعنيده كأمها ام على ...
رتبت ام على على كتف ابن اختها ماجد وقالت بنبرتها الحاده ...عليك ان تجد حلا يا ماجد.. لا يمكن ان تترك يارا ..اليس كذلك !!
زفر ماجد بيضيق واستئذن بالانصراف ...

.......
عادت سارة للمنزل مجهدة من محاولة ظنت بها انها ستساعدها ...ربما وجدت من يعرفها هناك ...لم تكن تدرك انها تبحث عن ابره فى كومة قش ...
ولم تكن تعلم ايضا ان تأخرها عن موعد عودتها هذا سيشعل نار فى قلب احدهم قلقا وخوفا عليها ..
كان يقف اسفل البناية يمسك بهاتفه الذى يضغط على تكرار الاتصال فيه كلما انقطع الرنين دون اجابه ...مع كل ضغطه كان الدم يجرى اسرع فى عروقه فيحدث طنين هائلا فى قلبه وانفاسه المتلاحقه ...
لم تكن تسمع صوت رنين هاتفها المتواصل من الم الاجهاد وصداع الرأس ..
تنفس ايمن الصعداء وانزل هاتفه من على اذنه وافسح لها الطريق لتصعد ...لم يتحدث معها ولم يسالها.. اكتفى باطمئنانه على عودتها ...لم يكن يرغب فى اكثر من ذلك رغم قلقله المرسوم بشدة على ملامح وجهه ...
الا انه قرر ان لن يتركها وحدها ثانية ...
انتهى التدريب
وما تبقى من ايامه لم يتركها ايمن ذهابا وايابا فيه ..
كانت تلك من اسعد لحظات يومه ..لم تكن تجمعهم جمل مشتركه ..فكلاهما معقود الحرف على اطراف لسانه ...يخشى ان تقفز مع كلماته مشاعره فتفضحه عند الاخر ...فيؤثر الصمت عله يفهم ما يتوارى ...
فى المساء سمع صوت غريبا قبل ان يدير المفتاح فى باب منزلهم وكان لديهم ضيوف ...
دخل فناداه والده فى غرفة الصالون ...كان يجلس مع ضيف بالفعل ..لكنه ضيف يعرفه قابله اكثر من مرة فى مركز الترجمه
قال عبد الرحمن هاتفا
تعال يا ايمن ..رحب بالاستاذ مالك
ثم اكمل عبد الرحمن فى بشاشه
الاستاذ مالك جاء يطلب يد سارة ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق