الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

35 كما انا

قالت نادين بضجر وهى معصوبة العينين وابتسامة واسعة على ثغرها وسعادة تغلف صوتها الطفولى ...
: متى تنزعن تلك العصابة عنى
قالتها للفتايات الاتى يسحبنها من يديها الى مكان ما ..قالت احداهن : دقيقة واحده يا نادين وترين كل شىء
اغلقت المصابيح فى نفس لحظة نزعهم العصابة واظلم المكان الا ضوء خافت من بعض الشمعات الصغيرات على كعكعة عيد ميلاد واطباق واكواب عصائر ومياه غازية وحلوى اخرى على منضده دائرية ...اتسعت عيناها وتلألأت ضحكاتها من مفاجأتهم السعيده لها ...غنوا لها واطفأت الشموع واستقبلت الهدايا والتقطت معهم بعض الصور ، صورة جماعية معهن واخرى فردية مع كل صديقة، من بعيد اتت بخطوات بطيئة صديقة يبدوا انها لم تكن من المدعوات لكنها اتت ..صافحت نادين ببرود وقدمت هدية صغيره مزينة بأغلفة الهدايا ..ابتسمت لها نادين بلطف ووقفت على اليسار حين التقطت صورة جماعية لها معهن ...
نااااادين....اطلقها صبى فى عمر المراهقه قد خط الشارب فوجهه علامة...على وجهه ايضا ابتسامة عذبة مشاكسة ...اخرج من علبة زرقاء قطيفة مربعة الشكل سلسال يتدلى منه حرف s باللغة الانحليزية ...
لمعت عينا نادين حين رأته وابتسم ثغرها ثم انفرج استعجابا من مفاجأته ....رفعتها فلمعت فصوصها تحت الاضواء  ...وقالت ضاحكة 
: حرف s ؟!! وما دخلى ؟؟
وضع الفتى يديه فى جيبه فى تباهى وقال
:  اس s سامر ...اسمى انا ...
ضحكت نادين وزاد اندهاشها
: ولما ارتدى انا اول حرف من اسمك ؟!!
- اول حرف من اسمى واول حرف من ابى ايضا ...
لكى لا تنسى يا اختى الحبيبة


ترددت الكلمة فى اذناها حتى استيقظت تسمعها ايضا ....لاتعلم هل عادت لها ذاكرتها فأصبحت تتذكر ..هل ما تراه قد حدث بالفعل ام انها مجرد احلام اختلط بها التمنى مع بعض ما تعلمه وتعرفه عنها ...
امسكت الدفتر ودونت الحلم ...وضعت خطا تحت اسم سامر ...
وتحسست السلسال برقبتها ...ادارت شعرها كله جهة اليمين وفكت قفل السلسال ورفعته اليها ...تأملته ورددت تلك الجملة " لكى لا تنسى يا اختى الحبيبة "
المشوار طويل وعليها ان تبدأ ..

فى المساء اتت يارا لتصطحب نادين وايمن الى بيت العروس الجديد ..بيت يمنى وزوجها خالد ...
استقبلهم خالد ...احتضنه ايمن وبارك لهما الزواج ...وخرجت يمنى من غرفتها ترحب باختها وصديقتها وتبارك لها ايضا كتب كتابها على ايمن اخيها وصديقها ..استئذن منهم خالد وانفرد بصديقه فى غرفة الصالون لكى تجلسن الفتيات على راحتهن ...

على وجه يمنى سعادة ملحوظه لا تخطأها العين وفى عينيها بريق جذاب لا يحتاج لكلمات او تفسير ...
كانت تتفحصها اكثر يارا ..رغم انها اتت اليها اكثر من مره لكنها كانت تلاحظ فى كل مره علامات السعادة على وجه اختها وزوجها...قامت يمنى لتقدم الضيافه لكن يارا امسكت يدها وقامت هى وقالت بابتسامه
- سأقوم انا ...اجلسى انت اعلم ان لديكم الكثير لتخبرا بعضكما به .
نظرت اليها يمنى بأمتنان وانتقلت الى جوار صديقتها على الاريكه واتخذت موضعا مريحا وسألتها بمكر كيف حالها مع ايمن ...
ابتسمت نادين خجلا ..وازدادت حمرة وجهها ، ثم حكت لها عن احلامها ،
نادين : لا اشعر يا يمنى انها مجرد احلام ، استشعر حقيقتها تماما .
يمنى : اتقصدين ان ذاكرتك بدأت تعود فى صورة احلام
نادين : تتواتر المشاهد كالحلم ، ولا اتذكر التفاصيل بدقة ، ارى بعض الاشياء التى تفسر بعض تساؤلاتى لاحقاً
يمنى : لكنه حلم .
فى المطبخ هامت يارا فى حالها ..
لما لم يكن ماجد كاخيه يتزوج هنا ببلده ..ولما لم تكن هى كأختها تتجوز هنا ويكون لها منزلها وشقتها واشيائها ..ويأتى الاهل والاصدقاء لمباركتها ...
لما كان عليها ان تسافر وتفقد دفء الاهل والرفقاء ..
هل أخطأت حين وافقت على ماجد ....لكنها احبته ..احبت مرحه وبساطته ...احبت تلقائيته واندفاعه ..احبت ايضا غضبه منها ودلاله عليها ..وهل اخطأت حين تركته يسافر وحده ...بل هل كانت محقة انها تسيطيع الاستغناء عنه والانفصال ...
امتلىء الكوب وانسكب بعض العصير خارجه ..استفاقت من سرحانها وخيالها وحيرتها ...نقلت الاكوب فى صنية اخرى وجففت المنضدة ..وخرجت بها ليمنى لتقدمها لخيها وزوجها بينما هى تعد اخرى لنادين ...


رن جرس الباب ..فكانت الخالة ام على وابو على ..جلس ابو على مع ايمن وخالد وذهبت ام على لابنتيها ونادين ..قليلا وجلسوا جميعا معا...
قالت يمنى ان تلقت التهانى من جيرانها وهم ايضا جميعا ازواج جدد منذ فترات وجيزه تتراوح من عام لستة اشهر
والان هى احدثهم ...وسترتب لهم استضافة تجمعهم فيها لتتعرف عليهم اكثر  ..
قالت نادين : امر رائع جدا. ..ستكونين صدقات سريعاً واثقة من ذلك ..
كان يراقبها ايمن وهى تتحدث ...شعر بشوق كبير اليها رغم انها تجلس امامه ..وهى دائما امامه فى المنزل ..
التفتت فوجدته ينظر اليها ، بأعين يملؤها الاعجاب ، فابتسمت خجلا وزاغت نظراتها وتوترت قليلاً ...
انصرافا عن الحوار بنظراتهما المتبادلة ، غمز اليها بنصف عين ان يهما بالانصراف ، فوافقته ..استئذن منهم ايمن وقام منصرفا ومعه نادين التى ودعتها يمنى قائلة : سأنتظرك حين ارتب موعدا لجيرانى ...
نادين : وهو كذلك ..

امسك يدها وخلل أصابعه أصابعها ، فسرت قشعريرة فى جسدها انتفضت لها ، وارجحهما فى الهواء ،
سألها مبتسما
: هل تريدن العودة للمنزل الان ؟
فهزت رأسها نافيه ..
فازدادت ابتسامته ..واوقف سيارة اجرة وانطلقا بها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق