السبت، 24 أكتوبر 2015

3 جديد

الفصل الثالث
تلقى سيف مكالمة من والده يبارك له فيها انتظام الدراسه ويطمئن على احواله وارتياحة فى بيت عمته
-         وكيف هى عمتك ؟؟
-         بخير يا ابى
-         اتمنى ان لا تسبب لها المتاعب
ضحك سيف ضحكات خبيثه وقال
-         ابى ..قد كبُرت وسأصبح طبيبا بعد عدة اعوام
-         حسناً يا دكتور لنرا بأنفسنا....
اخبرنى كيف هم ابناء عمتك ..اعلم ان (على ) يدرس الطب ايضا اليس كذلك
-         يدرس طب الاسنان ....انا وعلى اصبحنا اصدقاء واحمد كان ممتعضاً من وجودى فى البداية لكنه تقبل الامر فيما بعد
-         لا تحاول مضايقته ..واعمل على كسبه ليس هو فحسب بل كل ابناء اعمامك وعماتك ..فهم عائلتك
-         وهل ارى الباقين !!
-         لربما تجمعنا الاقدار ذات يوم

انهى حسام مكالمته مع صبيه الذى شب وصار جامعياً وسافر بعيدا عنه تذكر نفسه حين فاتح والداه بأمر سفره عقب تخرجه
وكيف حزن والده لبعض الوقت من ذلك القرار الذى كانت تشجعه عليه والدته ...كانت تود لولدها ان يعتمد على نفسه ان يكّون مستقبله ويشق طريقه حتى وان كان الثمن الغربه والبُعد ...كانت تتصبر بأنه سيعود ..سيعود ليتزوج ..سيعود ليكمل حياته هنا فى وطنه ...لكن الاعوام جرت ولم تنتظر...ولم يعد ...
وسافر خلفه اخوته واحد تلو الاخر حتى الصغيره سها تزوجت وسافر زوجها للعمل فلحقت به بعد عام من زواجها ....

خرج حسام من شرودة على صوت زوجته امل يعلو مع ساره التى كانت تقول : ولما لا اذهب كل صديقاتى ذاهبات
امل : قلت لا يعنى لا

مر حسام من امامهم وبكل هدؤ قال
ساره اسمعى كلام والدتك ..ولا تجادليها
ثم انصرف الى غرفته يبدل ملابسه
دخلت خلفه امل بعد انسحابها من نقاشها مع ساره ..مع التشديد على رفضها وتذمر سارة
-         ما الامر
-         لا شىء تود الذهاب فى رحله ..
-         وما الجديد فالتذهب
-         تقول انه معسكر كشفى لثلاثة ايام
صمت حسام برهه يفكر فى الامر ...ثم سألها وما وجهه اعتراضك
-         لم تذهب ساره الى معسكرات من قبل ولم تبيت خارج المنزل
-         ببساطه لانها كبُرت ...وكل مرحلة ولها متطلباتها
-         جيد لكنى لا اوافق
-         عزيزتى امل اطفالك كبروا ويحتاجون لان يروا العالم من نظرهم هم وليس من نظّاراتنا نحن ..
ابتسم حسام وهو يتذكر كلمة سيف
وكما قال ابنك سيف لقد كبرت يا ابى وغدا سأصبح طبيباً
التفتت اليه امل
-         حدثت سيف ..وكيف هو
-         بخير
-         لما لم تنادنى لأحدثه ؟!
نظر اليها بنظرة تعجب
-         الا تحدثيه كل صباح ...
-         بلى
-         امل اخرجى لسارة وابلغيها اننا موافقون للمعسكر
-         لا لن اذهب اخرج انت اذا اردت
ناداها حسام فلم تستجيب
فذهب اليها حيث غرفتها واخبرها بموافقته فتعلقت سارة برقبته كالاطفال
فضحك حسام وجلس يمليها بعض الارشادات والتنبيهات
وامل ترقبهم من بعيد
رن الهاتف بجانبها فأجابت

: الو مرحباً... كيف حالكم وكيف حال امانى
اعطها الهاتف قبل ان تحدث حسام فلا استطيع محادثتها ككل مره

امانى كيف حالك وكيف حال البنات
 امانى : بفضل من الله يا امل ..وكيف احوالكم انتم
امل : بخير يا حبيبتى ...
امانى : مبروك لسيف علمت من عصام انه سافر الى القاهره ليلتحق بكلية الطب
امل : نعم صحيح
سمعت امل على الجانب الاخر صوت رُبى تأخذ منها الهاتف
: طنط ا مل كيف حالك وحشتينى
ابتسمت امل : كيف حالك يا شقية
روبا : لست بخير ..يعذباننى يا خالتى
نظرت امانى بأستعجاب وضربتها على كتفها
تظاهرت رُبا بالبكاء وهى تقول
ويضرباننى ايضا
ضحكت امل على الجانب الاخر وضحك حسام عندما اخذا الهاتف من امل
وقال : لن تكبرى ابدا يا رُبا اعطنى اباك هيا
: عماه كيف انت افتقدك بشدة ..
بصوت حازم ناداها عصام لتعطيه الهاتف
اقتربت منه ولازال الهاتف على اذنها
: طبعا طبعا يا عمى ...ضحكت واعطت الهاتف لوالدها ...تفضل يا ابى

امانى : غريبه انت يا رُبا
نظرت اليها رُبا وهى تلتقط تفاحه من طبق الفاكهه وتقطمها
وقالت وفمها ممتلىء
: لما
امانى : فى اخر اجازه كنا بها فى الكويت عند عمك واولاده ..كنت كثيرة التذمر والشكوى وكنت غير سعيدة بتلك الزيارة
رُبا : انا احب عمى وخالتى امل ...لكن اولادهم ...امتعضت بوجهها وهى تقول.. لا استسيغهم ...ذاك المسمى سيف والاخر زياد ..والممله سارة
دخلت روبان تنادى رٌبا
: رُبا تعالى اريد ان ترى شيئا على الحاسوب ..اهلا امى

فتاتان فى عمر الزهور تفتحتا فى ارض باردة لا تشرق فيها شمس الاهل ولا دفء الاحباب ..سافر عصام ليكمل دراسته الجامعية فى بعثة الى لندن وعندما عاد الى مصر ليحضر زفاف اخيه حسام اعجب بأخت عروسه امانى فخطبها وفى اجازته التاليه تزوجها وسافرا ليتم رسالة الماجستير والدكتوراه وسافرت معه ...وكأخيه الاكبر استقرت حياته فى اوروبا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق