حدثه لكن سيف لم يفق من شروده ...بل ظل هائماً تعلو شفتاه ابتسامه عذبه لخيال يمر امامه ولا يعمله على ..
هجم على على سيف بضحكه خبيثه ...فقد ادرك ما بصاحبه وابن خاله فصرخ فى وجهه
: لست هنا بالمره يااا صاااح
انتفض سيف وتبدلت تعبيرات وجهه وقطب جبينه وقال
على ...ماذا ...ماذا هناك.. ومنذ متى وانت هنا
ضحك على وقهقهه عاليا
فيها !!!
اقترب على منه وحوطه بذراعه واضعاً يده حول عنق سيف وقال
هيا يا صديقى ..قل لى من هى
انزل سيف يد على من حول رقبته وقال بتلعثم
من تقصد ؟؟!!
من اخذت بعقلك وقلبك هكذا
لما تودين السفر يا امى ...لازال الوقت باكرا على الاجازه الصيفيه ...لانستطيع النزول الان
ردت الام بإقتضاب
كونى انت بجانب زوجك واولادك انا سأعود
: امى ماهذا القرار المفاجأ ...نعود معا ونأتى معا ..
: استوحشت بيتى وثناء واهلنا والجيران ..اريد ان اعود اليهم ..
: سنعود سويا بعد امتحانات الاولاد
: سها لا تتعبينى يا ابنتى ..قد اتخذت قرارى وحزمت امرى ..
قالت الام هذه الجمله بنبرة مصممه
سكتت سها ونظرت للارض ثم قالت
امى حسن ...
قاطعتها الام
لا دخل لحسن ...هذا قرارى من قبل ولكنى اجلته بضع مرات ..
لم تجد سها سبيلا لثنيها عن قرارها الا واتخذته لكن جميعها باء بالفشل ..
سها هى الاخت الاصغر ...كما يقولون عنها ابنت ابيها المدللة ...كانت اكثرهم دلالا على والديها ..تشبه والدتها الى حد كبير لكنها امتازت عليهاوتفوقت بعينان عسليتين ونغازتين اضافوا لها حسناً مزوذجا حسن امها وملامحها الجميله ...ربما لذا كانت ايضا المفضله عند امها ..وهى الوحيده دون اخوتها التى حظيت بوجود امها معها لعدة سنوات متتاليه ...منذ ان تزوجت سها وسافرت لزوحها حسن السعوديه وحملها الاول ثم وفاة والدها وهى غربتها فتأثرت تأثر بالغ أثر حزنها على مولودها فوضعته واكتشفوا ثقبا فى القلب لدى الصغير ...شهور وفارق الحياة ....فكانت الصدمة الثانية لها...
سافرت لها والدتها بتشجيع جميع ابنائها وظلت معها الى ذلك الحين ..لم يكن يدرك الجميع ان الام لن تستطيع مواساة ابنتها ثم تركها والعودة ...بل مكثت بجوار الابنه المدللة حتى عوضها الله
يعودون للوطن فى الاجازات الصيفيه ثم تعود معهم الى السعودية مرة اخرى .
ثناء : الم يحل الخلاف بينها وبين حسن
سها : كان اختلاف فى وجهات النظر ..خلافا عاديا ..اعتذر عنه حسن وقبل رأسها لكنها ظلت متمسكه بطلبها فى العودة الى مصر ..
ثناء : هل ستنزلين معها
سها : لا استطيع ترك الاولاد فى ايام الدراسه ...احاول تأجيل سفرها حتى اجازة نصف العام ..
ثناء : إذا لن اخبرها. .
سها : بماذا
ثناء : عن وجود سيف عندى
ضحكت سها باستهزاء وقالت
:لا داعى ..قام اخى حسام بالواجب واخبرها
مما زاد من تمسكها بالامر
ثناء : لا تضغطى عليها ...اتركيها ...هى تحبك ولن تستطيع فراقك ...
بصوت منكسر اجابت سها
: يارب يا ثناء ...اعتدت وجودها معى وان سافرت لا ادرى ماذا سأفعل ...
ابتعلت ثناء غصه وقفت بحلقها ووخذه بقلبها وانهت مكالمتها مع اختها وهى تتعجب ...
راها محمد فشاكسها لتبوح بضيقها
تبكى سها لان والدتى ستعود ...الم تعلم اننا حرمنا منها فى حياتها ..
انا ايضا كنت اود امى بجانبى. ..كنت اودها بجانبى وانا اضع اولادى ...كنت اريدها حين مرضت وقضيت فى المشفى اياما وانت ........بين الاطفال وبينى
كنت اتمنى ان نجتمع فى بيتها انا واخوتى ..فى بيت العائله كل اجازه ...
قال محمد مرتبا على كتفها : هونى عليك ...اخوتك الرجال لا يأتون هنا ولا يجتمعون فى اجازه ..
قالت ثناء ولازالت منفعله ..
يجتمعون هناك بالامارت عند اهى حسام
اجابهامحمد : كان ذلك منذ زمن حين كانوا شباب فى بدايات سفرهم ...اما الان فلا يجتمعون الا نادرا
ثناء .: وانا ...اليس لى حق بان اراهم جميعا حولى ...ان ارى امى بجانبى ...
وجودها هناك كان داعما اساسيا فى هجرهم الوطن حتى فى الاجازات ...
قالت ثناء جملتها الاخيرة وجلست على الاريكه تخبىء وجهها بين يديها وقد انهمرت دموعها تطفىء شوقها وحنينها ...